الأربعاء، 1 يوليو 2009

تعريج جمالي على نص / عزف على أوتار آه ,,!!


تعريج جمالي على نص /"عزف على أوتار آه,,!!
"للشاعر الجزائري الشاب / بشير ميلودي

توطئة:
إن المبحر في فضائل البوح ,ينحني طوعا وكرها لرصافة اللغة ,وحصافتها ,وطلاوة الكلمة وطراوتها ,والمتأمل غيلة ,أو تمعنا في جميل مايكتبه الشاعر الجزائري الجميل بشير ميلودي يتوه في غض الحديث ,وسمرة البهاء الذي يقاسمه معنا هذا القادم من شرفة الحكايا الآسرة,المرتل آي العتيق من لغة أجداده ,المبحر في ثنايا "حيزية واسعيد"1" الأسطورة التي تغدقها الأيــــــام الخوالي في بهاءات المدن الجزائرية ,,ميلود إبن مدينة الصحراء,بسكرة "عروس الزيبان" ,التي تطاول النخيل في فراعة أبنائها ,بسكرة التي تسافر في أتون العشق الأيهم كي تغوص في ثريا الفيروز والأمنيات,,في عزفه الآسر يتكئ على فرضية الجدلية الميسم,الفرضية الحلم ,الصيرورة الذات ,وكل مايتشكل من تخمينات تبحر في الأنا وتتربص بالحلم الهارب من تفاحة العمر,,
في قصيدته "عزف على أوتار ,,آه" يبوح شاعرنا للبحر ,للنسيم ,للهواء,للذات ,لعمر يمضي ,لحكايا تؤرخ لزمانها ,لأحلام قد تجيء ,ولرغبة قد تغور ,لنبع يتأصل في فرحة تمر,لخريف من الذكريات,,

هنا تذوي الرؤى
خلف سراب الحاضر الموءود
تتشابه العتمات
وينتحر الحنينْ
ويغني زلال الريح للأمنيات ,لتحتمي الأنفاس بالرؤى الغامرة,,
لأجل موعد سرمدي
تتلاشى من عتبات الحياة ابتساماتُ
الأصيلْ.....
لأجل أيقونة الخلد
من شفاه المدّ المنضوي في تراتيل
الصباح.....
ولأجل أمنية تتأوه بالوجع تتلاشى كل أنياط الحيرة ,لتكبر الأماني في سرايا الحياة,,غسيل للألم من خضاب الرعاف ,,وزيغ تطرده الكلمات حيث الهاوية,,
لأجل صمت عاق
على أن يصير لآلئ من ترابْ
تموت بلا ذنب
على طرق القهر
أكاليل صبر شاخص في شموخْ
****
وإذا مات الصبر وأعلن الزمن الحداد غفت بوائق الغيظ الكالخ لترسم الرجس في أرض القلوب,,إنها عثرة في
طريق مكابر,,
لغةُ البوح تنثني في زهاء الرياح
تتلاشى في شبقها في صمتها
وتذوبْ.....
ولغة البوح تجاري صدفات الريح ,كي تكبر المسافات في غيمة الحروف الراعشة ,,لن تثنينا أركاس الغياب كي نعب من روح الألم قبرة للأمل..
ذاك المدى الذي قد شاخ في لغة النداءْ
شذا في صمته المعهودِ
وغاص خلف دياجن القلقْ
؟ثمّ احترقْ....
****
وهاته الحرقة الحراقة طيف في سهو وجيعة ,,كزبد في بئر هجيعة ,تنسلخ الأسياخ ,وتتعاقر في قبيصها الآهات الدفينة ,,واللغة التي تتلد هي ملمس الحب في رضاب الأفئدة..
كانت هنا أولى بدايات الأُفولِ
وخلف انحناءات الغسقْ
قد صوّر الفجر بقايا من نشوء الذاتْ
سوف لن تعدْ تتلى
على أُذني
اضاءات غد قد غاص في جوف الخلودْ
إن الشرود المطرد في حبات الأسى يعزب عن أتربة الشوق ,ولكي تتماهى الأنفس في عراها تنبجس من أوكار الغدر أرطأة الخيانة ,,والغسق امتداد ليوم مستمر,,
لأن لا تروح عناقيد المساء
لكي لا تكون هنا من نقطة الجذبِ
نهايات الخريفْ
سوف تنبثق المسافاتُ
على غنج الإنطلاقفي دثور الليلْ
****
والليل المدثر منتهى المنام ,ومستقر القلوب في دوحة الحياة ,فيه تنثني الآهات لتسكن قرينتها ,وفيه تسدل الستائر لنرحل صوب أرواحنا الهائمة في أتون الكلام..
يا أيّها البحرُ الذي شيدّت من أصدافك
وطن الذبولِ
لم تعدْ مدن الربيع تضاحك عشّاقها
لم يعدْ محارك نقطة ارتقاء
لأستار العبورِ
لم تعدْ إلاّ الدمى
تتراقص في حلبات من ورقْ
لم يعد فيك شفقْ
لم ْ يعدْ يسمح في حيّك المغضوب عليه صلاةْ
لم تعدْ تقرع نواقيس الندى
كسّر الفجر مآذن اللحنِ
وحطّم العهر قبب البوح
****
وأغرق الليل دجنة الظلمة ,وأرسى تلابيب المكان كي تتعرى الأنفس لزفراتها الجامحة,,يخرج الجن من دثور العراء ,وتنسف الريح إملاءاتها كي تستمر الأتعاب في خراب القلوب,,الذات المتكسرة على عتبات الورق تخجل من صنيعها صلاة الحب,,فهناك احتباس للنواقيس,وتكسير للمآذن التي تحوز ألحان الحياة,وتحطيم للقبب المتهالكة في العهر..
كيف لذات تستقي من ليلة الإسراء
أنزيم الطفو فوق المحالْ
أن تعود لمنحدر الذبولْ
بمنتهى التوشيح تنغمس هاته الذات أنى استقرت رؤاك الحيارى في عتل المكان..
ذاتك أيها البحر أشبه بانغلاق الكون
في كمشة آهْ
أشبه بانسداد الحرف في شنإ البوح
إنها صياغة جديدة ,وفكرة جذلى في قواميس الكلام ,تنضاف إلى روح اللغة ,,وتستلذ من هيم شاعرنا الأنيق شنأة الوجد,,
أفلتْ أيّها البحر ...
من عمك الفيروز ِأنغام الصبا
ذات كلّ المرايا في شتات اللذّة الحمقاءْ
وهل ينفلت وحده ,إنه يجرجر أتباعه من عقيق العشق ورقيق الهيام,,وستعيش لحظة الإدراك ,لتصل إلى منتهى الحال ,وقرينة ذلك سباحة في غيم القلوب وإرساء على دنيا مرغوبة ,تمني النفس بالبقاء عل القادم أغرى للحياة,,لتستمر الحياة,,
ضاع وضاعَ أيّها البحرُ
ولم تبقَ إلاّ النتوءات ُ تسابق الموتْ
وهاهنا في عوسج الأقدارِ مقبلة
تلك البقايا من نفاذ الذاتْ
تعود من عتمات فجْر جائر
لتعيش لحظة الإدراكْ
****
شعر : بشير ميلودي
14جوان 2008
جامعة*الجزائر*
(إلى كل ذات لا تزال تبحث عن كنوّها في هذا العالم الممتد ....)
هكذا هي امتدادات البوح ,ولوج في سطوة الكلمات ,واستقراء لزمكانية تعريها الذات وخلجات المطرد. كانت تلك حداثية شاعرنا المتألق ميلودي بشير الذي يشاكل القصيد المتوثب على حروف الماهية..إنه واحد من الشعراء الشباب الذين سيكون لهم الشأن في قادم العمر ,فهاته الشريحة ممن يكتب الرمز ويمزج بين الحر والعمودي والنثري ,يتواصل مع الحداثي والمعتق ,ليملأ جرار الكلام في دنيا النص ..
ملاحظة
:قصة "حيزية واسعيد" هي أسطورة تتوارثها الأجيال ,وهي قصة حقيقية من تراث الحكي الجزائري ,تغوص في الحب بين امرأة وابن عمها ,غير أن الأقدار ,تجعل من هذا الحب يموت في أوج عطائه ,إذ ترحل حيزية ,ويبقى اسعيد يندب حظه العاثر ,,وهي من القصص المعروفة جدا بالجزائر وموطنها مدينة سيدي خالد بعمالة بسكرة أين يقطن صديقنا الشاعر بشير ميلودي...

الأربعاء، 28 يناير 2009

في نص المبدعة السعودية :صدامية ,,!!


l لحظات جمالية مع نص الأديبة المتألقة:صدامية
جسدي كنعومة السكين,,حاذر حبيبي لاتقترب,,!!


وأنا أتتبع نصوص الدانة وأدبائها الرائعين , لفت انتباهي عنوان رهيب أعادني إلى زمن التشبيب وعذرية العمر’ وحوطني بهالة كالمسافات الأسيانة في عري الهبل , كانت الأوصال ترتجف كحمحمة الخيل في ميدان السباق.
تبدأ الحكاية بصورة جسدين ملتصقين بحميمية بليغة الشوق تحوطهما لألاء الخريف بورق متمرد على الطبيعة, كانت الرغبة في التقارب جهد المترف في البهاء:

تَحْتَ أَدِيمُ اَلَسَماءْ

بَيٍِنَ ذَرْاَ َتِ اَلرِمَاْلُ وَتَمْتَمَاتِ أ ْموَاجِ ِ البَحرِ ِالْعَابِثِة ُ

تَتَلاَعَبُ نَسًماتِ الهَواءِ

تَتراْقَصُ بَيِن َجَسدينْ إلْتَقًياْ ليْلدُ الْعِشْقٌ لٌحْظَتُهَا ويَسْقِيَ تِلْكَ العَيْنَانِ ِالظَمْآنَتِيٌَنَ


هكذا تبدأ الرحلة حزينة مشبوبة بالوجل والوجد , بتصوير إيحائي يوهم القارئ أن الخيال سيسرح في لوحة رافلة بأطياف الرغبة , والمحسنات البديعية ,وكذاك كانت تعانقها تصاوير جميلة ومتناهية البهاء:
أديم السماء..ذرات الرمال..أمواج البحر..نسمات الهواء..إلى أن تصل إلى ضمإ اللحظة العاشقة, المتمردة على كل طقوس الخيال.

لَيٌلةٍ لَيَسٌتْ كَكُلِ اللَيٌَال ِ

لَيْلَةً اِلْتَقَتْ فِيٌهَا رُوحُ ُ وَجَسَد

يَقْتَرِبُ مِنْهَاْ هُوَ

وتَقْتَرِبْ هِيَ


يَقْتَرِبْ


وَتَقْتَرِبُ


يُمْسِكٌ بِتِلَك َاليَاسَمِيٌنَهْ يُلاَطِفُهَاَْ بِيَدٌيِهْ ِ


َيَرْتمِيَ بَيْنَ ذِرَاْعَيِهٌاَ اْلمُخْمَلِيْتَيِنِ ِ

يُدَاٌعِبُ أُذُنيَهَاْ بٌِشَفَتَيهْ يَفتُضٌ بُكَارةِ مَسْمَعِهٌا َلِيَقْذِفَ بِأْولَىْ هََمسَاتِه

ثم تصور لنا أديبتنا الرومانسية شكل الحكاية بالرغيبة المطردة,شيئا فشيئا تقترب اللحظات ليكبر المتنفس,ويحتضن القلب رديفه,,تذهب بنا إلى صنيعة بلغة العاشقين الذّوابين بصهد الجوى , وعطاش الجُواد(وهو القاتل من الحب)فتقول أنه افتض بكارة مسمعهابهمسة حانية:
أُحِبـــُــــــــــــــــــــــــكِ
وهي أغلا الكلمات في كتاب المتيمين ,وتصور هاته الكلمات الثاوية في المدى الرائي:

ثٌَلاٌثُ أَحْرُفْ كاٌَلْنِبٌالْ يَقْتَحِمُ بِهْا أَسْوَارِ مَمَلَكٌتِهٌاَ الْبَارِدَهٌ

يُذِيٌبُ بِهَاْ جَلِيْدُ إكْتَسَاْ قِلاَ َعِهَاْ لِيُلَمْلِهْاَ

يُلَمْلِمِهٌاْ بِيٌدَيّهْ لِتَكونَ لَهُ هُوَ فَقْطَ هُوَ لاَغَيْرٌهْ هُوَ

يَجُوبُ أَرٌوِقَة َجَسَدِهَاْ النَحِيْلْ بِعَيْنَيه ْ

فَيْصٌتَدِم ُبِجَمْرِ جَسٌَدِ أُوقِدْ لأْجْلِهِ فَيَتَطَايِرُ أَشْلاَء ُمَاضِيْهُ أَمَاْمِها


ذَبْذَبَاتِ الْحُبْ تَدْنُو مِنْهَُا يَقْتَرِبَانْ فَيُعَانِقُهَاويَعَانَقْ الحُبْ بِقَلبَْهُْا


وفي تصوير رائع وبليغ نعيش مع أديبتنا , تفاصيل أخرى لحالة العناق والتواصل بين الغريمين الواعدين لفكرة طموحة هي عذرية البناء الحياتي , ولكنني عبت عليها وربما سهوا منها وقوعها في أخطاء نحوية وإملائية وكمثال لاللحصر:
جَلِيْدُ
..............الأصح جليدا .
فَيْصٌتَدِم
..........الأصح فيصطدم .
فَيَتَطَايِرُ أَشْلاَء ُمَاضِيْهُ,,,, الأصح: فتتطاير أشلاء ماضيه.


ذَبْذَبَاتِ الْحُبْ,,,,ذَبذباتُ الحبِّ,ولولم تشكلي الكلمات لما فضحت العبارات
ولكن تمكنك من قريض اللغة سهّل عليك البوح بركام من الكلمات الراقية ,وهذا مصدر صناعة الشعر والنثر.
ثم صورة أخرى أكثر نضجا لوجه آمرأة متحررة مندفعة ,تصور لنا كاتبتنا بعيدها مايدور بمخيلتها ومايجيش بطينة قلبها اتجاه حبيبها النازل ضيفا عزيزا على تفاحة فؤادها:
(حَبِيـِـــــــــــــــــــــــــــبِيْ)

أَيُهْاَ الوَطْنْ يَاْ مَلْجَأً أَرْغَبُ سُكْنَاهٌ

غَرِيَبَةً أًنَاْ فَاْحْضُنّْي بِرَبِكَ


أَسْكِنّْيِ َأرْضِك َ

البِسٌنِيْ قُبُلاَتِكَ

دَثْرنِيْ بِحِمٌم ِأَحْضَانِكَ

لا تُغَرِبْ قَلْبِيٌ فِيٌ أَرْضِكَ فَأنْتَ لِقَلْبِيٌ وَطَنْ

لاَ تتَرُكْنِي فَأَنَاْ لكَ

خُلِقْتُ لكْ َومِنْكَ وَ لأِجْلِكَ

أتَعْلَمْ حَبِيِبٌي لِمَا لأنَك َأَصْبَحٌتَ وَطَنْ


يَا بِدَايٌاتُ أمَاَلِيّ وّنِهَايَةُ ُ أَلاَمِيٌ

دَعْنِيْ كَطِفْلَةًَ أَجُوبُ بَسَاتِيٌنَكَ

دَعْنِيَ أَقْطُفَ ورُودَ فَرَحِِ مِنْ نَبْضِ ِ قَلْبِكٌ

دَعْنِيٌ أَخْتَالُ بَيّنَ مُرُوج َجَسٌدِكَ عَابِثَةً

كَمُهْرةٍ فِي بُسْتٌانِ فَارِسِهَا يَعْسِفُ لَهَا قَلْبُهَا


فَيٌنْصَاعُ لَهُ الفُؤَادْ وأْعْتَلِيٌ صَهْوَةَ أَحْلاَمِيِ وتَجُوبَ كْالفُرْسَانِ فِي صَحْرَائِي فتظهرها وَتُغْدِقُهَا بِوُرُودِ من

بذور عشقك

وَعَذْبٍ مِنْ نَبْعِ قَلْبِكَ

ما أجمل ماتكتب الأنثى في الذي رغبت به لتبوح بما في اللواعج من رعاش واندهاش , تصببا ولهاث .ثم تصرخ:
حِينَهَا سَأْصْرُخَ بِأعَالِيْ الصَوتْ

أُحِبُك

أُحِبُك

أُحِبُك

يَا قَضيْتِي وَحَاكِمَ قَلْبِي

يَا نَدَى اليَاسِمِيْنَةَ لاَ تَحْرِمْنِي مِنْ قَطَرَاتِ عذَبِكَ فأموت

فَبِكَ أَحْيَاَ وَبِدِونِكَ أَرْحَلُُ اِلَى الْلاَ وُجُودْ

يَالْوجُودْ

يَارُوحُ ُ سَكَنَتْ جَسَدِيْ


ثم تخونها الحروف من جديد فتجعل من المنادى مضموما بدل نصبه في ( يَارُوحُ ُ سَكَنَتْ جَسَدِيْ )..ولكم نداءاتها تدع اللباب قطعة موسيقية , ونوتة رهيبة من زمن زرياب الجميل.. لاَ تَرْحَلِي

لاَتَرْحَلِي


لاَ تَرْحَلِي


سَاحِرَ اَلَوَرَوُدَ وَقََعَتْ فِيْ شَرََاَكَةَ مَاَرَس شَعَوذَتَةْ لُُيَسقَيَهَا قَلبَهَا


كَبْلَهَا بِقِيُودْ أَوْرِدَتِه

إَعْتَقَل قَلْبَهَا رَمَى بِهَا فِي زَنَازِيْنَ قلبه

أَسَرَهَا لِيُمَارِسُ طُقُوسِ العِشْقِ فِيْهِاَ

سَقَاها مِنْ زَيّفِ شَرايِّيّنِهِ حُبْاًأشبعها من الكذب لثماً

أشْبَاه الْياسَمِينَه كُثُريَقْبَعُونَ فِي مُعْتَقلِه النَتِن

خَنَاجِرَ الغَدْرِ تُرَاوِدُه تَلُوحُ فَِي سَماءْ زَيِفِهْ

بَعْدَ أَن ْأَسٌرَ قَلْبِهَا يَتُُوقُ لِرَشْقِ اَلَسِِهَاَمْ بِِهَا لِيَِعْدِمِهَا

لَمَ أَعُد أَهَوَى الَيَاَسِِمِينَه فََاَلَجَُوَريَه َتَلُوَحَ فْيِِ ِسمائه

ضَحِيَةً أُخَرَىَ مِنْ ضَحَاَيِِاَهْ



ما أجمل هذا الرقي والإبداع , صور بيانية واستقراء واستحضار لكل عبارات الرقة , والإحساس بفيوضات الجسد ورغيب الكلمات,,
فََاَلَجَُوَريَه
مافهمت معناها ولاقصدها,,فأرجو تفسيرا لها,,
ثم تشرح لنا حالها الليلي وقد مررت طلتها بصورة لقمر يعشق صفاءه ماء الليل,,

هَُنَاكَ كَكُل لَيِِلَيهٌ تَنتَظَره اَلَيَاسِمِنَةْ تَحَتْ أَضَوَاَءَ اَلَقَمرَ
فَوَقَ حَبَاَتْ الَرِمَاَلِ الدافئه بدفئ جسدها
نََبَضَ قَلبِهَاَ يَقَتَرِبَ مِِنْهَاَ لَيُدَاعِبَ الَبَرَاَءَةَ بِهَا
َتْمسَكَ بِيَدِالشٌوْقْ يَدَيِهْ تَمَرَغَهاَ بينَ ثََنَيَاتْ خَصِرِهَا لتراقصه
وَنَُورِ اَلَقَمَر يُجََارِيِهاَ
نَظَرت ْاِلَيه بِبَرَاَئَةَ كَمَا لَوكَانَتْ بَرَائَة اَلَعاَلَمَ أِجَتَمَعَتْ في
لؤلؤتيها البراقتين
تَنَظُرُ فِيْ عَيْنَيٌه لَكِنََهُ يُغَمضها لها
تُراَوُدَهَ سُمَومْ خِيَاَنَتَةَحينها لِينَسف بِهَا
يَاَسمِيَِنَتَهَ اَلَنَاَعِمَه اَلَمُخَمَلَيَةْ
يًَقََتَرَبْ وتزَدَاد نشَوَة كُلَمَاَ أقَتَرَبْ مِنْ أُذَنَيهَا

ثم تدلف بنا إلى حالة الهذيان , والتيه من خيانة العاشق الذي يغمض مقلتاه حين تنظر هي فيهما, وسموم الخيانة لغط في أذني النورسة الوديعة..التي بدل أن تكتب براءة هكذا كتبتها بهذا الشكل( برائة)وكذا في هاته(بِبَرَاَئَةَ )
ثـــــم:
وَلاكِنَة

لا كِنَه


لاكِنَه

ربما أرادت بها : لــــكنَّه.
ثـــــم يسمعها مالا ترغب كل أنثى أن تسمعه , من رجل أعطته كل شيء يكبر بالإحساس ويرقى بالقلب ,ويجسر الأفئدة الغلبانة من فرط الوحدة والإنزوائية,إذ ترسم لنا تلك الحالة من خلال:

ليَسَ كَاِقْتَِرَاَب َِكُل َلَيَلَه أَنَهُ اقتراب أَجَلََها اَلَذِيَ َرَسَمه لها


دَاعٌَبَ مسمَعْيِهَاٌ كَََما يَفْعَل فِيْ كُلّ لِقا َ لِهِمَا ـــــــــــــــــــــــــ في كل لقاء

ولاكنه كدعاب المسن للسكين ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولكنه


أهداها مَسَن ِ اَلَموَتِ قَذَفْ بِه فيِْ أَرْوِقٌَةْ أُذُنِيهَا

فتَهوُيِ اِلَىْ قَلبِهَا هَمساتٌْ كٌَالسهامِ

لِتَسَتٌَقِرَ فِيْ قَلَبِهَا اَلَمَغّدُوُرَ

حَبِيَبتَِي لمَْ أَعُد أَرَغَبُكْ

هَلَ لَك ِ أَنْ تَرَحَلِي أرحــــــــلي مَلِلِتُك

أُخِرجِيِ مِنْ زِنَازِيِنَ قَلَبِي فَأّنَتِي ـــــــــــــــــــــــــ فأنت



حُرَةٌ

حُرَةٌ

حُُرَةٌ

اَلآنْ

الآن تبوح بسكينة الفرقة والخطإ الجسيم الذي يحيلنا إلى تتبع صنوف الغدر كي نجتثها من منابتها,,

كَلِمَاتْ تَسَقُطَُ كَسَوطَ جَلاد


ألْهَبَتْ جَسَدِهَا الهَبَتْهُ بلَذَعَاتٍ مِنْ أَحْرُفِ الَمَوتِ

نَظَرَتْ فِيْ عَيَنِه اََلغَدَرَاًوَتَيَن و لسان قلبها يقول

أي حرية بربك لا سواك حريتي بين قيودك أوردتك ملاذي و حريتي


لا

لا

لا

تفرج عني


تَنّظُرَ


وَتَنّظُرَ


وتَنْظُر


لَم تَجّدَ فِيَهَا مٌا يُطَفَئَ لَهِيِِبَ حِيَرْتَهَا لَقَدَ تَجَِمَدتْ أحاسيسه


أمام عينيها صفعتة بهدوئها

أنتشلت جسدها من بين يديه

كان قدرها في قلب يخلوا من المشاعر النبيلة والأحاسيس الوهاجة التي كانت تتملكها أديبتنا , وكم أعجبتني هاته الجملة الرائعة لما تحمله من تصوير رهيب لحالة يأس وإحباط من تجربة كان مآلها الفشل ولم تعمر طويلا,,

َولم تَجّدَ فِيَهَا مٌا يُطَفَئَ لَهِيِِبَ حِيَرْتَهَا لَقَدَ تَجَِمَدتْ أحاسيسه,,



وقد ظهر لي أن هذا العاشق بليد , فلم تصور لنا حالاته من حيث طريقة تقبله لها أو حين ابتعاده منها , فكان ديدن شاعرتنا هو الحديث عن نفسيتها وأحاسيسها هي ,وكأننا أمام حب (طمّاع) مصلحي وفارغ الهوية لأنه من جانب واحد.
عفواً

عفواً

عفواً


لَمْ يَبْقَىَ بِهَا جَسٌدْ تَرَكٌهَا تََجُرُ بَقٌايَا جَسَد

نزع الحياة من أحشاء روحها

رَحَلَتْ عَنْهُ وَمضَتْ

مَرَتْ الأيّام شُهُور دُهُوٌر

وَلاَيَزَالٌ يَقْبَعْ بَيّنَ أَرْوِقَةْ قَلْبِهِا

غَرَسَتٌهُ كَمِسْمَارِ أَوَلْ دُقْ فِي نَعْشٌ قَلَبِهَا

تَقْتُلُهَا غَرْسَتِهْ فِي كُلِ لَحْظَهٌ

ثم يجيء استقراء الماضي والبكاء على الطلل , من خلال التذكار والتجني على النفس من جديد , سعيا في استحضار ماكان يجوب ويجول في الخاطر,إنها غريزة في كل البشر,سواء نظر أو اْدّكر..وكم راق لي تشبيهها البليغ في هذا المقطع:
غَرَسَتٌهُ كَمِسْمَارِ أَوَلْ دُقْ فِي نَعْشٌ قَلَبِهَا
تَقْتُلُهَا غَرْسَتِهْ فِي كُلِ لَحْظَهٌ
وتهيج المشاعر من جديد فتتذكر :

تَحْتَ زَخَاتِ المِطَر وبَيْنَ نَسِيٌم البحر ومواساة طَيرْ


يَتَلاعَبُ الهواء والماء بِشَعْرِهَا يَلْتَفُ حَوْلَ جَسَدِهْا النَحِيِلُ

ظفر الهواء خُصْلاَتِ الحَيَاة طَوَاهَا بِجَدَائِلِ المَوٌتِ فِيٌهَا

تُعَاوِدُ كُلَ لَيْلَةِ تَجْلِسُ حَيْثُ يَِلْتَقِيَانِ

تَسْتَنْشِقْ من زَفِيِرُ الذِكْرَيَاتْ

يُسَامِرُهَا طَيْر تواسيها أمواج البحر تداعبها حَبْاتِ المَطَرْ


لَمْ يَعُدْ هُنَاكْ مَنْ يسامر القلب سِوَاهُمْ


ياااااه

مَا أَلْطْفَ الطِيُور وَما أَرْحَمٌكٌ أَ يُهَا البَحَرٌ

في كل يوم تَرْمِي فِي ْالْبَحْرِ مِنْ وِرَيْقَاتِها التي أَيْبَسَها الألَمْ

مُغَطْاَةْ بِدِمَاءِ مِنْ حَسْرةٍ ونَدَمْ

رُغْمَ السِنِيْن ومُرَارة الذِكْرى مَاْزَالَتْ تُرَاوِدْ ذَلِكَ المَكَانْ

مَكَانْ وَقَعَتْ بِه قَضِيْة نَسْفِ قَلْبِهَا

مَكَانْ شَهِدْ مَوْلِدْهَا وْمَقْتَلِهَا

كَانَتْ تَذْبُلِ فِي كُلِ لَيْلَه فَهَيَ يَا سَمِيْنَه لَمْ يَعُد هُنٌاكْ مَنْ يُسْقِيهَا

رَحَل مُورِدْ بَتَلاتٌ قَلْبِهَا رحل و رَحٌلَتْ مَعْهُ قَطَرَاتٍ كَانَتْ تُحْيِيِهَا

قَطَرَاتِهْ كَانَتْ تَكْسِيِهَا كُلْمَا تَسَاقَطَتْ مِنْه ُعَلىَ جَسِدهَا ِيٌروَيَها وَيُحَيِيَهٌا
َ
جَفَتْ اَلْياَسمِيِنَه فَتلاَشَتْ مِنْ سِيَاطَ الَقَهَرِمخُمَليٌةَ اَلوَرِوَدِ كَاَنَتْ تكَسِيِها

كَسَتَهَا نُعُوَمَهٌ مِنْ نَوُعً آَخَرٍ

إِنَهَا أُُ نْثَى كَأَيِ ٌأُنْثَى مَخُلُوُقَةٍ كَالَحَرِيِرٌ

أَجِتَرٌ اَلغَاَدِرِ نُعُومَتِهَا وَوَهَبَا نُعُوْمهً وَحَرِيَر مِنْ نََوَعٍ آَخَرٌ

انه مِسَنْ اَلَمَوٌتْ

تَسُنْ بِهْ رُوحَهَا لِتَرتَشِفْ مِنْ أَسَلاكِه اَلَحيَاةْ لِتَبَقٌىْ فَقَطٌ بِشَيئً مِنْ ذِكَرَاهْ لِتَحَيَاٌ

نَعّمْ كَسَاَهَاٌ مَسِنِهْ نُعُومَةً تََخطُفْ أَبَصَاٌر رَاَئِيَهَاٌ

فِيْ ذَلِكَ اَلَمَكَانْ وَهُنَاكَ تَسَمعُ صَوتْ يُنَادِيَهَا صَوتْ يُرِيدَ أَنْ يَحَيَيهٌا


يَقَتَرِبْ


وَيَقَتِربْ


وَيَقَترِبْ

بِهَمَسَاتْ يُرَاِودَ بِهَا أُذَنَيَهَا

أِنَهُ هُوَ عَادَ لِيَقُوُلَ مَازِلتْ أُحُبكَ عَادَ لِيتَحَسَسٌ ذَلِكَ الَجَسَدَ

يَالَجَمَالِكَ حَبِيِبَتِي َ

أَغُرتَهُ نُعُوَمَهٍ لاتَزَاٌلُ تََكَسَِيها
\
كَمَا عَهُدتَكْ نُعُوُمةْ اَلَوَرَدَ أَنَتِي

أَنَتشْلَتْ يَدِيَه مِنْ بَيَنْ بَرِِيِقَ جَسَدَهٌا

لقد أبدعت شاعرتنا من توها حين أراحت قريحتنا وأشعلت فيها ذروة الأنس , وجعلتنا ننساق طوعا وراء حب جارف مطواع ,في انسيابية وعذوبة , ثم خلقت فينا سخط الحياة بعد تنطع الخيانة وغضبة البعاد, فكان التشكيل مغدقا بكل صنيع الكلام , ورهيف البيان, فامتلأبالمحسنات البديعية , والصور البيانية والتشابيه الجميلة الرائقة,برغم الجراح والأحزان الأسيانة.وبعين دامية تقول:

تَنَظُر اِلَيَه بِعَيِنَيَها لا لا لَم يَبَقَاٌ بَهَاعَيَنانَ ـــــــــــــــــــــــــ لم يبق


إِنِهِا اَشَباهْ عَيِنْ لاتذرف سوى دماً

فَتَنُظُراِلى ِيديْه وِاِلىَ شَفَتَيِه وَقَد لَُطَخَتْ بَاَلِدمَاء

أَمَسَكٌتْ بِيَدِه

وَقَدْ كَسَتِهْ اٌلدِمَاءْ وَغَطْى مَا غطاها

نَظَرتْ اِليَهْ قََالَتْ لَه ْحَبِيِبِيّ


فَيَقَتَرِبْ مِنَهاٌ بِحُبُوّر وَغُرُور

أَمَازِلَتُ حَبِيَبك

عَفُواً يَامِنْ كُنتْ حَبِيِبِيّ


مَهَلاً

مَهَلاً

مَهَلاً


أكَرَهُك اَخَافُكَ أَخَشْى عَلَيِكْ مِنِي فَلا تَقَتربْ لاتَقَتَرِبْ


ثم بيد دامية ,وبقلب مجروح غادرٍ تقفُ بنا شاعرتنا عند آخر مطبّات الرحلة ,التي كانت تحفّها الأشواك الأسيانة من كل صوب وحدب ولغدر الفؤاد كل الحكاية,كان نهاية الحلم رصاصة في رأس طاعنها وقاتل أحاسيسها





أنظر سيدي اِلَى اَلدِمَاء تُغَطِي يَدِيَكَ وَشَفَتَيِكْ

إِنَهّا نٌُعُومَتِي اَلَتِي اَحبَبَت ملاطفتها يوما

فَلا تَهْمَس لِي وَلا تٌقُرُبِنِي اَلآنْ


فَمَسِنْ غَدِرَكَ اَلَذِي قَذفتٌه فِي ٌأحٌشَاءِ رُوحِي ٌ وَرَحَلتْ لِأعِيشّ عَلَيِه

صَقَلِني كَالَسَكِين جَعَلَنِي كَنُعومَة الَسِكِينْ فَلا تَقَترِبْ

كَنُعُومَة الَسِكِينْ أَنَا فَمِنِي

لا تَقَتَرِبْ

لا تَقَتَرِبْ

لاتقترب




كانت تلكم حكاية عشق بعد وفاء وعهد , ترنح بالمألوف وكسر الطابو , ثم رسخ في الذهن كفكرة عشش لزمن واضمحل,إنها قراءة بسيطة في نص أعجبني وشاعرته تحمل من متون اللغة وصنوف لذائذها ماتُرقّي به أسماعنا وأحاسيسنا وأفكارنا , لاأملك أستذة ولا دراية بفنون النقد, ولكنني ذواقة للكلمة الجميلة , والفكرة الماطرة,,لقلبك أخت صدامية كل البهاء ودعائي لك بالتقدم والكتابة أكثر فأنت رائعة تستحقين المتابعة..

• ملحوظة:
النص موجود على هذا الرابط:

http://www.najran33.net/vb/showthread.php?t=14318

الجزء الثاني والأخير :من رائعة ـستون عاما


الحلقة الثانية

في هات الحلقة تكملة للملحمة التي عايشنا فصولها ,واستلهمنا منها مايستدرك في عصر طغت فيه الماديات والكماليات على حساب المبادئ والمعتقدات ,وجرى فيه إنشاء للأحادية العبقرية ,فتجلت الحزازات الفكرية ,وانقطع التواصل بين أبناء البلد الواحد, والعرق الواحد, والأمة الواحدة ,وعاث الغرب واستتب في أرض العرب ,فقهر وشتت وأنفر واستنفر ,فكأنما ينفخ في جبل بلاأقوار ولاآكام ,فلاسبيل للقهر ,لامدعاة لرد المذلة,,وبقيت فلسطين وتلاها العراق أرضان من عمر العروبة تتوهان في دم وعرض وهم...

4

ستون عاما وهذا الغرب يحسدنا

لأننا فوق فردوس من النعم


وكل ذي نعمة محسود ياعبد الله ,فكيف لايحسدك هؤلاء وأنت من بطر النعمة أبناء عمومتك ينسلون كالجراد المنتشر مهطعين إلى الداعي ,لذتهم شهوة فانية ,وقبلتهم نشوة عابرة ,تكريس للنفاق ,وترتيب لخراب البيت ,وغدر لشيم التأصل والعروبة,,

لاح الشياطين فينا ألف قاصمة

ولقح الناس أمصالا من العقم


وكل الذي نستهلكه نحن العرب ,نبتاعه من الغرب ,فكيف بنا نأمن مكرهم ,فيشرب صغارنا حليبهم ,ونستهلك زيتهم ودقيقهم وخميرتهم وعجائنهم ,,نحن أمة مستهلكة ,لانعمل ولانأكل من عمل أيدينا ,,وللغرب فيما يفكر العرب شؤون..

ستون عاما وعجز دون معجزةٍ

شعارنا الهَمُ مشتقٌ مِنَ الهِمَمِ


وشتان بين الهم والهمم ,فهذا تشتيت للروح والذهن والملكة ,وذاك مناط العقل والقلب ,والجوارح,,

ستون عاما وهذا الغرب يملكنا

هم سادة وجميع العرب كالخَدَمِ


سيتجاوز الزمن حثالة الغرب ,ويصير للعرب كما كان ذاك البريق الذي يغنيهم عن مد اليد والإتكال على الغير ,تفاءل خيرا تجده ,ولو من باب التفاؤل الميسر..

ستون عاما وكالأعمى بلا نظرٍ

وزاد سامعنا صَمًا على صَمَمِ

سِتُونَ عَامًا بِعُمْرِ الأُمِ عَاربَةً

وَلاَ فِطَامٌ وَلاَ فَطْمٌ لِتَنْفَطِمِ


ولوأنها جرت مقادير القلم كما يدبر لها,وهي كذلك ,لكان بإمكان العرب تجاوز إحنهم ومحنهم,ولعاشوا بالمأمون والمؤتمن ,ولكن ركبت الآلة قائدها ,وسارت السفينة عكس ماتشتهيه الريح..

وبعد ستين هذا الكهف يجمعنا

فلا نفرقُ بين الحُلْمِ وَالحِمَمِ


ربما كان كهف الجامعة العربية مزارا ومحجا لتفتيت الهمم والهوامش التي تطاول مكانها لعقود وأجيال,,فيختلف عند فهم البعض فلا يفرق بين حلم همة, وحمى براكين..

إن قيل (غزة) باتت شبه محرقة

تنديدنا مُخْجِلٌ في هيئةِ الأُمَمِ


وغزة هي جوهرة المدائن العربية ,تناكحتها الألسن ,فمن مدكر إلى مستنكر ,إلى غاضب إلى مستبشر ,حاصرها الأذناب من كل باب,فجعلوا ليلها مظلما ونهارها محاصرا ,لاكهرباء ولاماء ولاأدنى متطلبات الحياة,,

وبعدَ عامٍ تُقِيْمُ العُرْبُ قِمَّتَهَا

ومثلُ سِتِينَ عَامًا،نَاتِجُ القِمَمِ


تلك هي النتائج ,وذاك هو المآل ,قمة تلو أخرى تشابهت التسميات واختلفت الأماكن ,ولكن النتائج في كل مرة شبيهة لأختها ,هذا حالنا والله المستعان..

تَعَولَمَتْ أَرْضُنَا وَاستَورَدَتْ عَجَمًا

وَخُوصَصَتْ وَتَسَاوَى العُربُ بِالعَجَمِ

ولأننا شعوب تتبع مايجري بالعالم ,وحتى وإن كان ذلك من قبيل "جوع كلبك يتبعك",فإننا مولعون بتقليد الغالب,وليس لنا ملاذ سوى الإنصياع لما يأمروننا به,فالخوصصة والخصخصة وأتباعها ماركات من قبيل هؤلاء..

5


ستون تُدبِرُ, لاَ رَأْس مُدبَّرَةٌ

والقَوْمُ مُدْبِرَةٌ خَوْفًا منَ التُهَمِ

من العجيب على الأخدود (غزتنا)

صهيون أمس وعاد اليوم بالجُرُمِ


إنه هاهنا يجرم بني صهيون الذين يحملهم أوزار كل المآسي ,والآلام التي تتقاسمها العديد من بلداننا العربية,وكل على شاكلته ,يبعد اللائمة ,حتى لايتهم ,ويصدق فيهم عكس قول الشاعر :

مكر مفر مقبل مدبر معا __ كجلمود صخر حطه السيل من عل


ماذا تبقى لنا من عيش فانية

ماذا تبقى وخير العرب في الخِيَّمِ ؟

دماؤُنَا مثلُ ماءٍ عِنْدَ قَاتِلِنَا

وَمَاتَ مِنَا جَمِيْلُ الطَبْعِ والشِيَّمِ


لن تموت الطباع والشيم ياعبد الله ,إنها جبلت معنا ,مغروسة فينا ,هل يمكن أن ينزع أباك وعمك وخالك طاقية الرأس 'شاشيته' ,وقد بلغ من العمر عتيا ,وهل يمكن أن تتخلى عجوز في الخمسين أو الستين عن شالها,أو يترك أبي وعمي سانية القهوة ,أو طست اللبن ,وعنقود التمر لضيف الصيف,,إنها طباعتنا إنها صناعتنا,وهي من أخلاق ديننا وأعرافنا...

من الهوان شذوذ الغرب يشتمنا

في ديننا وبنا صمت من البُكُمِ


"وفاقد الشيء لايعطيه ",والسفيه والشاذ والمحجور لايقاس عليه ,فمن سفه سفه به ,"وكما تدين تدان ",وهذا عدوك ,يقول فيك مايشاء,تلك أمانيهم ياعبد الله..."ويمكرون ويمكر الله ,والله خير الماكرين"

ولم تعد غيرة في الدين تُوخِزُنَا

عَلَى رَسُولٍ كريمٍ بالغ الكَرَمِ


ولكنني أجدها ياعبد الله ,فكل حسب مقدوره ,وميسوره ,فهنا وهناك هبة وهبات لله ولرسوله ,العزة لاتزال بالرجال ياخدن الألم ,ولن تثنينا عن محبتهما كل بطر وبطش الآخرين..ولو أن الدياثة ,والنفاق ,والكفر استشرى في كثير من أنصاف البشر,,

ستون عاما وفي التهميش مركزنا

من فيئةٍ عُرِفَتْ بِالصُّمِ وَالبُــــــكُمِ

وأنها سُلِّمَتْ أَمْسٍ لقاتلها

فاستسلمت ورضت بالسِّلْمِ والسَّقَمِ


لاتثني عزائم الرجال الشدائد والأهوال ,في سبيل أن ينكبوا وراء الأرض والعرض ,ولا اللغة ولا العرف,ومهما تقدمت السنون فسينجلي بيدق الجنون ,وتعود المياه إلى مجاريها..

في ظنها أن هذا الغَرْبَ مَدْرَسَة ٌ

لولاه ما خط في القِرطَاسِ بالقَلَمِ

ونحن لولاه ما كنا تَلاَمِذَةً

وَلاَ عَرَفنَا بُلوغ الرُّشْد والحُلُمِ


أبدا فأول من خط بالقلم هو نبي مرسل ,إنه إدريس عليه السلام,ونحن من برع في شتى العلوم والفنون ,ونحن الأعلى والأسمى فوق كل الضنون ,أما هم فقد أخذوا عنا ولكنهم حافظوا على ماأنتجته عبقرية أبناء العرب والإسلام ,فنحن منا الطبيب ابن سينا ومنا الفارابي ,ومنا ابن رشد وابن بيطار وابن خلدون والبخاري وابن ماجة,وسيبويه ونفطاويه وخالويه,,والقائمة تطول...ولكنهم منهم العدل ومنهم القسط فيما بينهم فسادوا وقادوا .."والعدل أساس الحكم..".

6


سِتُوْنَ عَامًا إِلَى السِتِينِ رَاحِلَتيِ

وَمَا مَضَى مِن سِنِين العُمرِ كَالعَدَمِ


وهكذا هي الحياة ,أعمار تتآكل,وأيام تمضي ,"إنما أنت أيام ,إذا انقضى يومك ,تناقص عمرك",ولكننا ولأننا لانستغل أوقاتنا فيما ينفع أمتنا فأعمارنا كالعدم,,,

في سيرة الحب مثل البُهْمِ شهوتنا

وقد تساوى محبُ اليوم بِالنَّعمِ


وإذا كانت القِبلة(الوجهة,وليست الكعبة) والمنتهى, شهوة ضافية ,كانت الوجهة والمحل غبوق في عري الزمن المبتور,,كانت ملاذا من جحيم إلى جحيم,أما ماتعارف من الحب فهو أرقى من الذي يعنيه الوصف..

لجاهل اليوم أموال يقدسها

كجاهل الأمس ميالٌ إلى الصَّنَمِ


وما أكثر جهال اليوم ,وماأشد الحنين إلى جهل الأمس فيهم ,ضير أن البون شاسع ,فجهل الأمس جهل معتقد وتوحيد ,وجهل اليوم بلادة في العقل ,وإكبار للظلم ,ورعونة في الفكر,وعطالة في الذهن,,,

يُصَادَرُ الحَقُ مَا للنَّاسِ أَغْلَبُهَا ؟

تَغفُو وَتَصْحُو بلاَ حِسٍّ وَلاَ ذِّمَمِ


إذا ضاع الحق ,وتستر أهل اليقين عن أهل الفجور,وتألب الجهل كماركة حية,وغدا المحق في أعين الأنذال بليد الذهن شارد الفكر ,نما وترعرع ,وعشش الظلم ,واصبطرت الشبهات,وعلت صيحات الشر أينما وليت وجهك ,,


زَعَامة عمرها السِتِين لاهثة

تلك المصيبة جَرَّتْ قِلَّةَ الفَهَمِ

يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا

وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ


وهل بإمكان القدس أن تتدحرج عن وفاقها ,وخطها المتساوي,ذاك الذي رسمه صلاح الدين ,في عهد الثروة الإيمانية العربية ,ألم يحن الوقت لنقطف تلك الثمار اليانعة ,ونأكل من بسيط مانثرته أيادي أجدادنا الأولين ,,تراه يعود الزمن ,وتعود إلينا قدسنا والمصلى ,,ذاك أمل تبقيه فينا الذاكرة..


أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ وبعد

إِلَى المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَمِ


في إطار مايعرف بالعولمة ,والإيديولوجية المستحدثة ,تطفو وتنمو حزازات مجتمعية ,تدعو إلى فك العزلة ,إلى الماضي العتيق ,وغشيان الساحة بأشياء مبتكرة ,تساعد على إنماء الفكر ,وتوطيد الذهن على قاعدة متينة ,هذا الجانب الإيجابي قد يراه البعض كذلك ,وقد تراه البقية ذر رماد في عيون التاريخ ومستقبل الأمم..

وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَا

بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتَمِ


أَشْكُوكِ َقومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهمْ

وَجَرَدُونَا مِن الأَنْسَابَ والقِيَّمِ


مِنْكَ السَّلامُ وَمِنْكَ الحَربُ قَادِمَةً

يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم

كانت تلكم صيحة شاعر هب من هبوب المتأثر بالأرض والعرض ,شاعر توشح الهم والحزن ,ولبس عباءة أبيه وجده ,ليثور لأجل أن تعود الأرض لأهلها ,والعرض يأخذ مسلوبوه حقهم من سالبيهم ,ملحمة تأخذ في مد التاريخ ,تبدأ من جيل الأولين ,لتعرج على فتح المسلمين ,مشيدا برفعة هذا الدين وأولئك الذين امتحنتهم مسؤولياتهم ,فسادوا وحكموا بالعدل فنالوا رضى الله والعباد ,ويحكي عن طائفة أخرى أعطت العهد باتباع الأثر فخانت الغثر ,ورمت الأمانات بجانب التفاهات ,فتفهت وسفهت أحلامهم "ومابني على باطل فهو باطل" ,"والشقي من شقيت به أمته" ,(تلك أمة قد خلت ) .
ثم جاء من بعدهم من حفظ الوديعة ,وصان الأمانة ولكنه ماظفر بالأمان ,لأن ديدن الناس صار " أنا وبعدي الطوفان",,طرز الناس أفكارهم من صنيع المذلة ,فباءو بغضب من إخوانهم وأعمت الشهوات قلوبهم وتقالوا الأمانة وضيعوها ,فجاء من يمكر بهم وهم في عقر دورهم,,,وفلسطين التي كانت محج هاته الملحمة ستبقى ذاكرة الذهن العربي والإسلامي المغلوب على أمره,ستبقى لها الكلمة الطولى لأجيال وأجيال ,لأن العرق دساس ,والأرض كالعرض ,صنوان وشريكان لقلب واحد,,فشكرا شاعرنا الرائع عبد الله جدي,,شكرا لابن الأصيل الذي تأصلت فيه روح العروبة وريح الإسلام..

قراءة تاملية في رائعة عبدالله جدي /ستــون عاما

قراءة تأملية في قصيدة "ستون عاما"
للشاعر الجزائري /إبن الأصيل


بيبلوغرافيا الشاعر:

الشاعر عبد الله جدي المعروف بابن الأصيل ,واحد من شواهد الشعر العربي ,المغمورين ,رجل يسكنه الحرف البديع ,يعشق العمودي ,والحر ,ويعانقه الوزن وعلمي العروض والقوافي .بدأ الكتابة في سن بكر ,وأيقظ فيه الجو الستيني والسبعيني من القرن الماضي,الحس البارق لقول الشعر وقرض القافية..إنه واحد من هامات الكلمة الصادقة المعبرة عن هموم المواطن العربي النخبوي والمتلقي ,فقد كتب في شتى الصنوف والميول ,كالغزل والسياسة,والرثاء ,والطلل ,والحياة العامة ,.ولشعره ميزة خاصة ,كونه ,يوظف اللغة كجمالية لبلوغ الهدف المنشود ,ويترك القارئ يسرح بلبه كي يقتنص فكرة هائمة في برزخ اللغة ,أو جملة تعانق بروج الفكرة الطروبية..في نصه " ستون عاما" , يتذكر النكبة الفلسطينية ,ويعرج على واقع الأمة العربية كترجمة لزمكانية يؤرخ بها حال الراهن في سلسلة تأريخية ,ممحصة بلغة سهلة مطواعة تطرز عذرية البهاء...


الإهداء/
إلى فلسطين .
ـ وإلى شعب فلسطين ..
ـ وإلى كل عربي غيور عن فلسطين .
أهدي هذه الملحمة.

النص :

تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ ــــــ وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
هذي فلسطين لم يبقَ بِهَا قَدَمٌ ـــــــ نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ
ستون عاما وهذا الماء نحمله ـــــــ كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّنَمِ


إن الباتولوجية الذهنية توحي قبلا بأن للذاكرة حالة التماهي ,ويحق للمتلقي أن يعيش على وثاب الخطوة ليصل إلى غمرة المنتهى المراد الوصول إليه ,وشاعرنا كعادة الشعراء القدامى الذين يبدء قريضهم بالطللية ,لبعث النشوة ,وإدخال الشعور العروبي في أذن المتلقي ,فالوقوف على تاريخ مضى ,مبعث على تجديد الثقة في حب الوطن والتشبث به..
وهنا يبتدئ شاعرنا بحالة التيهان التي توعز فينا, الوقوف عند لججها ,حتى نعثر على القائد الذي صار يترنح في سبل شتى تاركا المهمة التي أنيط بها ,وحالة التصدع هاته ,ذريعة للفشل الذي لحق
بغالبية القادة الذين تلاشت بهم ذهنياتهم فعقروا الناقة تلقاء الخراب,,ثم يعرج على المدة التي عاث فيها وعاشها أبناء القردة والخنازير في أرض الله المباركة ,مهبط الأنبياء والرسل ,ومعراج الحبيب المصطفى ,,ومنبت الرجال ,وأسطورة الحياة ,فلسطين الجرح العربي الذي لاينضب ,فلسطين أرض المدائن ,ومنشأ الرسالات السماوية.ومبكى الهوية ,,وقد وفق الشاعر في التشبيه البليغ للحمل الذي ينوء به كاهلنا اتجاه القضية,وحاجتنا لفلسطين بالماء المحمول على أسنمة العير ,وهي بحاجة إليه لشدة ضمإها وسغبها الشديد..

يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا ــــ وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ إِلَى ــــ المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَــــــمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَــــا ــــ بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتـــــَمِ


في ثلاثيته المتجذرة من ميميته الملحمية ,يعتذر شاعرنا لفلسطين الجريحة ,عثارة الزمن الموسد جرحه الراعف فيها ,وهواننا على إضاعة هاته الدرة الثمينة ,وقد عاث فيها سالبواالحقوق أرذل المخلوقات على وجه البسيطة ,وهو هنا يتعوذ من الظلم والظلام الأسود الرابض في عري الزمن,,ثم يجلي ناظرنا على أن العرب قد غيروا وجهتهم إلى المحيط كدلالة ترميزية ,على الإنبطاح والخذلان وتبعية الغالب..لأن المغلوب مولع بتقليد الغالب كما قال ابن خلدون..
ويجدد العهد ليذكرنا بأمراض نتجت عن هذا الولاء , من تقاعس وترميل _ جعل النساء أرامل بعد فقدهم أزواجهم_ واليتم هو فقد الأولاد آباءهم أو إحدى آبائهم..

أَشْكُوكِ قومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهم ــــ وَجَردُونَا مِن الأَنْسَابَ والقِـــــــيمِ
مَنْكِ السَّلامُ وَمِنْكِ الحَربُ قَادِمَة ـــــ يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم


وماأرق شكواك ,ولو أن التشاكي مذلة ,ولكن هاهنا حضور إباء ,وحياءُ صنيع كان أجدر أن لايكون ,حيال هاته الأرض التي أغنتنا عن ذل السؤال في درر الإنتماء..لأن أبناء العمومة قد باعوا الأرض الغالية بعرض من الدنيا قليل ,سرعان مايزول ,وتتضح الرؤى على أن الحرب والسلام سيان بينهما لاشتان,حينما تثور العزائم ,وتتناطح غرابين الكفر بأجندة الخير ,وإذ ذاك لامناص من "الدخُول والحومل..".

فـــــــــاتحة:


سَخِيَّةٌ حَظِيَّ الفِرْدَوْس حَظْوَتهَاــــ فَهَاجَ من حولها رَهْطٌ من الغُشُمِ
لِيَرْكَبَ الغَلَتُ المغرور صَهْوَتَهُ ــــ على الغِطَمِّ وَأَسْدَاف منَ الغَسَمِ
فابتاعَ مُرجفنا أنفًا ومَكرَمَةً ـــــ وَغَاصَ عَاقلنا بحرًا من السَّــــــدَمِ


في هاته الثلاثية الغناء,المشبعة بلغة عبس وذبيان ,يحوط بنا شاعرنا المفلق؛ إلى حدود الرغبة في بناء الحكاية الجميلة ,التي تتربص بنا ,لنرحل إليها ,ولكننا حتما نتفاداها وهي قدسية الإنتماء لهاته العروبة المترامية الأطراف ,وفاتحته محاولة للتشبث بهاته النوازع القبلية ,ضير أن استعماله الرائع للمفردة الجميلة شكل فسيفساء راقية نحو(رهط/الغشم/الغلت/الغطم/أسداف/الغسم/السدم)؛والتي يبدو أن وقعها على أذن المتلقي الذي لايملك مخزونا لغويا بعيدة المنال ,وصعبة الفهم ,وإذا عدنا إلى تفكيك هاته المفردات نجد أن الرهط هومابين الثلاثة والتسعة ,ويقال في العدد عادة.والغشم من غشم وهو الظلم وبابه ضرب ,والغلت في الحساب والغلط في القول .,والغطم هو البحر الذي يركب هيجانه , والأسداف هي الظلمة الشديدة والغسم,أما السدم بفتحتين الندم والحزن وبابه طرب ورجل سادم نادم ,وسدمان ندمان ,وقيل هو اتباع ,,,أنظر "مختار الصحاح"..

للهِ أشكوكَ من قَوَّضْتَ غفوتناــــ ومن زرعت بذور الرِّيبِ كَالغِيَّمِ
تَدُولُ كَالأَرَمِ المغبر من زمنٍ ــــ إِنْ عاجلاً ، آجِلاً قُبِحْتَ من زَلَــمِ
ولا يزال لنا فيكم مقارعةٌ ــــ فاخرج كما جئت مدسوسا من العدم
هذا أَدِيمُ ، اِلَهُ العرشِ قَدَّسَهُ ــــ لمن يُقَدِسُهُ ، لا عَـــــابِدِ الصَّـــــــــنَمِ


في هاته الرباعية المتأنية ,يبحث شاعرنا بلغة المشتكي الذي عللته الأضرار السقيمة في دنيا الناس هاته ,جراء مايجري بأرض السلام ,بفلسطين الجريحة ,إنه يشكوا من قوض الغفوة العربية ,وأربك كياننا المتحامل على جسارتنا ,والشكوى لغير الله مذلة , ولكنه أحسن صنعا حين شكاهم للخالق الواحد,أولئك الذين زرعوا بذور الشقاق والنفاق ,والشكوك والضنون كما الدجنة المظلمة.وتبقى الدائرة سنين وسنين تدور على منابتنا ,وتحوطها مرابعنا التي شبهها الشاعر بالزلم ,والتي هي بفتحتين القدح أو الأقداح ,والأزلام هي السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها. ولكنه يعيد التنبيه لهذا المارد المتعالي على إخوانه ,أنه لاتزال المقارعة تجترح مكره ,وتنتظر أوار المضاضة ,إنها حرب سجال إلى أن يحين النصر المؤزر,وإن الأديم قد قدسه المحمود بالنعم ,وينبئه بأنه لايقدسه واضع الصليب ,وعابد الشيطان ,وهي إشارة إلى المتأمركين ,والمتصهينين...

1

أَقُولُ والقَلبُ شَاخَ اليَومَ في الأَلَمِ ــــ سِتُونَ عَامًا وَلا شَيءٌ منَ النَّدَمِ
ستون ما عرفت أشعارنا وَهَجًاــــ وباتَ يسبحُ شعر اليوم في الأَلَمِ


ثم هو يثير مشاعرنا بالألم والوجيعة ,في زمن انقلبت فيه المواجع إلى ضحكات هستيرية على الذقون :

أسد علي وفي الحروب نعامة __ فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى __بل إن قلبك في جناحي طائر


ويثير المثالب التي أوغرت في القلب أضيضها ,وأنكأت في الجرح قضها وقضيضها ,فلم يعد للشعر تلك المهمة التي كان منوطا بها ,أو ذاك الصولجان الذي كان يتلبسه الشاعر ,فصار للشعر الألم الموجع ..

لا الشعرُ شعرٌ ولا الأفكارُ رَائِدَةٌ ـــــ والفنُ ضَاعَ معَ رَقصٍ بلا نَغَمِ

ولأنه لم تعد لنكهة الشعر مكانتها في دق طحون المضارب ,صار لهز البطون ,وتمايل الأرداف ,والمعازف والقينات ,أولئك الذين ضيعوا الفن ,فضاعوا ,وأفسدوا وأضاعوا..

وَلَوْ رَأَى المتنبي سُوءَ حالتنا ــــ لَجنَّ من حَزَنٍ أو مات من سَقَمِ
وبات يندب ما يجرى بقولته : ــــ ( وا حر قلباه ما في القلب شَبِمِ)
وقال يا قومُ لا أفق سيجمعنا ــــ (إذا استوت عندنا الأنوارُ بالظُّلَم)


وهو هنا يستشهد على الضعف الذي وصل إليه حالنا ,على أنه لو كان المتنبي بيننا ,لأصابه مس من الجنون حيال مايجري ,وقال إن القلب به برد كما الماء البارد المثلج ,كناية عن برودة دم العربي إزاء قضيته ,وهل تستوي الظلمة مع النور يختم شاعرنا بيته الرابع ,فشتان بينهما لاسيان..

فلا تزال على هجر قبائلنا __ لا البَيْنُ يجمعهَا لاَ صِلَةِ الرَّحِـــــــــــمِ
شاب الغراب وما شابت قبائلنا __ أحزانها مُزِجَتْ بالهَمِ والبَسَـــــمِ


يعود بنا الشاعر إلى واقع تعيس يحمل الكل وينوء بالثقل ,عالم من بشر ممزوج بين التزاحم على الحياة لأجل العيش البسيط ,وآخر لاهم له سوى الترنح والرغدة من المسايرة ,ولايبالي بما يدور حواليه _ أنا وبعدي الطوفان_ ,مجتمع انسل من جرح فأوغر في جراح ,لاينبت من صنيعه خلا الهجر,والتنابز والتناحر والتشتت والتشرذم ,فلم يعد لصلة الرحم ,ولا لروابط القرابة أي تواصل بهاته الحياة ,كل ديدنه نفسه ,لايقيم للتواصل إسره ,ولاللتلاحم عضده,جاست الفتن والبلايا والرزايا خلال الديار ,فأوغرت وأزورت,,

والغاصب اليوم يمشي بيننا وَلَهُ ___ من مثلنا قَزَمٌ ، والكلُ كالقَزَمِ
عُدْنَا إلى الجهلِ نَرْضَاهُ مَطِيَّتَنَا ___ ولا نبالي بِبَلْوَانَا منَ النِّقَـــــــمِ


حين يصبح اللص صاحب أمانة,ويصبح السفيه مشروع حكيم لعشيرته ,فحتما ستألو على نفسها الحياة وتضمحل في أعين الصادقين..

2


سِتُونَ عَامًا وفيروس يلازمنا ___ ستون عاما وشكل الحب كالألم
ستون عاما وأحلام تضاجعنا ___ ولم نزل نعرف الظلماءَ كالظُلَمِ


يقال أن" المصيبة إذا عمت خفت" ,,وهي قد عمت واستشرت وحلت وترنحت ,وبالتالي فقد أعمت وأغمت ,كفيروس يصيب مريضا فيلازمه ,ويصير لصيقا به أنى تعجل أو ترجل ,كذاك وصف شاعرنا حالة الملازمة اليهودية لإخواننا الفلسطينيين ,ولكنها ملازمة الظالم للمظلوم مذ ستين عاما...

تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ ___ وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
هذي فلسطين لم يبقَ بِهَا قَدَمٌ ___ نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ


وكيف لنا النجاة ,وقد ظلت العير سبيلها ولاحادي لها ,وعبد أهلونا الدينار والدولار والحريرالقطمير , وتركوا الأرض بكل أمتارها وأشبارها لرعاة الحمير..

ستون عاما وهذا الماء نحمله ___ كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّـــــــنَمِ
حَلَّ الجَفَافُ وَمُزْنُ الغَيثِ وَدَّعَنَا ___ وَوُّحِدَ الملكُ في خَصمٍ وفي حَكَمِ
ستون عاما وأجـــيالٌ نُدَجِنُهَا ____ حتى غَدَتْ تَعْرِفُ اللَّذَاتِ في الأَلَمِ


وكيف سيكون مصير الأجيال اللاحقة,وهذا حال الجيل الحاضر,إن الراهن يستدعي التأمل ,والتبصر لعل القادم يكون مخرجا لجدلية التموقع في الحــــــــــاكم والمحكوم,ولن يسلم هذا من ذاك في وطننا العربي إلى يوم الدين ...

فَاخْتَارَ أغلبها بَحرًا لِيَأْكُلَهُ ____ فالبَحرُ أَفضَلُ من عَيشٍ عَلَى سَقَمِ
ستون عاما يهود الأَرْضِ نَصْحَبُهَا__ وَلاَ نُفَرِقُ بَينَ السُّمِ والدَّسِـــــمِ
حَتَى هُزِمْنَا وَلمَ تَبْقَ لنا ذِمَمٌ ___ وَشَاخَ منا سِنُونَ العُمْرِ والعَظَمِ


في البيت الأول يلمح شاعرنا إلى حالة التردي التي وصل إليها الشباب ,الذي سئم بطر الحكام ,ومل البطالة والتسيب ,وانبرى إلى عالم غير عالمه لعله يجد له مخرجا,فكان للهجرة السرية ,والتي صارت بطرق منظمة ,أو مااصطلح عليه ب"الحراقة",هروبا من جحيم الفقر واليأس ,ثم يعرج إلى ضفاف قصيده التي تستقي من جرح العرب نزيفها القاسي,وقد ذكر أنه لم تعد للعرب ذمة ,ولاعهد ولاإصر وإخوانهم معطبون بين أراضيهم..

3


ستون والأرضُ تَغْفُو في زلازلها___ستونَ والمُلْكُ للمعتُوهِ والهَــــرِمِ
ستون ننتظر الأمطار تغسلنا____ليغسلونا بماء الموتِ والحِمَـــــــمِ


إنهامدد من الذكريات الأليمة في عمر الحياة العربية,زلازل وأغراس في وطيء الأرض ,ونبت مبتور الرعاية,تتلاقفه سنون هرمة ,وكهولة مطردة في عثارة الوديعة,ستون دهرا وحمم الموت تعرينا كل ذي لحظة ,تتصيدنا كفرائس سهلة الرغيبة..

غسيلنا في بقاع الأرض مُنْتَشِرٌ___فيه الفضائحُ والإِسرَافُ في اللَّمَمِ

وحين يعيث فينا الفساد والقهر والظلم ,تتعرى الأفكار لتصل بقاع الأرض ,فيسمع عنها القاصي
والداني..

أرض تنام على البترول جائعة ___ والدين يقبر عندَ القَصْرِ والحَــرَمِ

وما أتعس الدول التي تمتلك هذا المعدن النفيس ,تترنح بالبطر ,وشعبها يعاني الجوع والفقر ,والدين عندها أوقات ومناسبات ,كالمواسم والأعياد...

والمذنبون بلا ذنب ومجرمةٍ ____ والغرب يحكمنا في الدين والشِّيَمِ

جاء في الحديث الشريف:"إذا وسد الأمر لغير أهله ,فانتظرو الساعة",لأن مآل الأمر صار لغير أهله ,وأضحى الغرب قبلتنا ومستقر شهقتنا ..

عُرْسٌ بـ(طنجة) والمقتول في( يَمَنٍ)_رقص بـ(لبنان) والمصلوب في (شَأَمِ)

طنجة مدينة بالمغرب الأقصى وعرسها كناية عن تهويل بمعترك الحياة في دول المغرب العربي ,فالرقص ,والقينات والمعازف مضيعة وقت في عمر سريع ,والمدنية تسابق الريح,ومقتول اليمن بالخليج ربما هي حرب تتراشق ,,أوارها يعلو العيون ,ورقص المشرق بلبنان,عري وهروب إلى الهاوية ,ومصلوب الشام رحلة إلى تقسيم الدين طوائف وملل ونحل ,ولله في أمره شؤون..

ستون عاما ولا عادت سفينتنا_ وضاع (طارق) بين الرِّقِ والعَجَـــــــــمِ
وَهُوِّدَ ( القدسُ) صمتا والهوان غدا__ شعارنا فاستبيحَ العُرْبُ كَالغَنـــَمِ
فمارسوا قتلنا جهــــــــــــرا بِـــثَالِثَةٍ __(بَغْدَادُ) فاغتيل فيها أَهْلُ مُعْتَـــصَمِ
ستون عاما وما زالت قضيتنا__في مجلسِ الغَمِ أو في مَجلِسِ العَـــــــدَم


ثم يعرج شاعرنا على موت التاريخ عند عتبة الباب ,فقد أرخ طارق لمدن الدنيا ,وتناسته الدنيا,والأقصى استبيح ,ككماشة تتفرس طيرا جريحا,وشبه هذا التهويد لعرب بغنم أجمعتها أيادي اليهود,ولكن مهما تثالبت الأمور وتوجعت الأحلام تبقى العروبة واقفة شامخة ,كنخلة عراقية ,أو كدوحة بتطوان ,أوكشهيد حي لايموت بالجزائر ,وكصلابة تعاقر أهرامات الجيزة,وفي كل شبر من نسمة العرب بصمة ووثبة..حتى وإن علت أيادي الجور بمجلس الغمم,,

قراءة في خواطر ×قلم الأوراق اليابسة):

قراءة في خواطر الكاتب:

(قلم الأوراق اليابسة)


توطئة:

وأنا أتصفح (نهر الخواطر)شد انتباهي منتوج أدبي متنوع تنوع الثقافات العربية,مصاغ بلغة خواطرية جميلة أقرب إلى القصة ثم القصيد منها إلى الخاطرة,عباراتها مهذبة ومختارة ومنقحة ومرتبة ومزينة بديباجة رفيعة,وأسلوب يحاكي اللغة السلسة الطيعة ,التي تتسلل من روح العربية وريحانها ,ألفاظ توحي منذ الوهلة الأولى أنها تتخطى المكاشفة وتحيلنا إلى الفيوضات المتدفقة من ينبوع الدلالات اللفظية العميقة الراسخة في مدلولنا الحضاري ورقينا الثقافي والسيسيولوجي.
قلت شدني إعجاب رهيب فاكتشفت أن كاتبها ليس نكرة,إنه شاب يانع في عمر الزهور والورود تفتقت قريحته في بلدة العلم والقلم اللاذقية الفيحاء مهد الحضارات ومنبت العلماء والآثار الجميلة.
من خلال غشياني لخلوته وجدت أنه ابن عشرين(20) ربيعا,وأنه طالب بالجامعة ومعلم صف لهذا فإن جوانب النبوغ كانت تحيط به من كل جانب.
وددت هنا أن أحاكي بعضا من خواطره,فجال بصري واختار منها بعضا ,وأنا هنا لا أدعي أنني أقرأها بدقة القارئ المتفحص والأكاديمي المتمرس ,ولكن بعين المتذوق لناصية اللغة وقريضها,إنهاشذرات في هذا الفن والألق الآسر وقد اخترت من كتاباته الإبداعات التالية:
*ملحمة الإنتظار.
*ربما...!!
*في انتظار الموت.
*عندما يسود الصمت.
*الشوق.
*قدري,, الوحدة.
*دعيهم.

*******

أولا:

ملحمة الإنتظار:

تبدأ الملحمة بتساؤلات عرضية ,تبحث في الأنا الآخر لدحض اقتراف إثم يترجاه
كي يفك قيد هذا الإثم الذي ناء بكلكله عليه,ويفترض أن هذا الجاني العاطفي كان(هي).
لأنها أعطت قلبه مايستفيض من المشاعر ومايتدفق من الأحاسيس الحبلى بالعاطفة الجامحة
والصدق في نقل الهيم (من القلب إلى القلب).
ثم يبحر في الحالة المدعاة للإثم فيتبين أن الظروف الخجلانة كانت وراء بعد محبوبته
التي أضناها النوى والهجر.
ثم يستطرد في لواعج الضنى والبوح ,ويفك ألغاز الفرقة التي جاءت دون طواعية,ولكن
الظروف الأسيانة كانت وراءها,ليذرف بعدها عبرات الأسى ولهفة الإشتياق.
إنها خاطرة تكتنز التتابع الحكواتي وتغوص في عمق النص غير أنه يعاب عليه في
آخرها الوقوع في السذاجة الإنطياعيةوالتذلل للمحبوب إلى درجة أو مستوى الإبتذال
وكأنها نبرة الغر الذي لا يعرف كنه الحب وتعاويذه .,غير أنه كتب شيئا يؤرخ لمرحلة ما
من الحياة الرحيبة.

******* ****** *******

ثانيا:ربما:

هي قراءة في عمق الحياة بلغة التصوف والزهد ,(ربما)تذكرني بما كتبه الشاعر الكبير
أحمد مطر في رائعته:
ربما الزاني يتوب,,
ربما الماء يروب,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ولكن ال(ربما)التي يغنيها صاحبناتقرؤ عمق المسافة الذي تعانقه ملمات البعاد وسطوة
المعاناة .فمن أجل الوصول إلى مغاوير المحبوب يزيح كل الكدمات والربوات,فهو
بصمت الأرواح بالصدور ,وبحياة الناس في القبور ,وباختفاء العبير من الزهور,وغيرها
من المواصفات التي ذكرها وسردهااستطرادا لا يبالي,فحتى ولو نطق الرضيع أو تحركت
الوديان من مواضعها وكلها تشبيهات بلاغية بعيدة المنال, فهو لايهمه ,وهذا من حقه,
سوى الوصول إلى قلبها ولو كلفه موته,وهذا من الحب العذري السامي,إنها فضاءات
وبهارات طبخت خارج دائرة الضوء ولكنها عمقت وجع الجراح التي تعانق مرام الرجال
في عمر الشباب,,,رغم وقوعه في المباشرة وجريه وراء السجع إلا أن خاطرته الشعرية
أدت نسقها ومطلبها وعرت كل أحوالنا في مرحلة جميلة من العمريتشبب فيها المحبوب بمحبوبته.

******* ******** **************
ثالثا:في انتظار الموت:

قصة طويلة وحزينة ,ومقرف شخوص روايتها,تشح الخيانة بأعمق مواصفاتها,الخيانة التي تجثم على صدور المحبين الذين يفشلون في ترويض غصن البان ,ولحاء الوله والصبابة الحراقة,إنها تراجيديا نقرؤ فصوله وحيثياتها في سيناريوهات كتاب الأفلام والمسلسلات العربية باستقصائية جلية ,ولأن همومنا نحن العرب واحدة ,كذاك المدعاة إلى الخيانة التي يعانيها صاحبنا واحدة.
استطاع قلم الأوراق اليابسة أن يفتش في خراباتنا وفي عمق الجراح التي تجثم على كواهل الواخزين لجراحات الآخرين ,فقد قدم وجها يشبه ذاك الذي تقمصه الراحل عبد الحليم حافظ في معزوفته الخالدة (أبي فوق الشجرة),لأن أوجه الشبه من حيث الحزن والحرمان العاطفي متقاربة.جاءت خاطرته على شكل قصة قصيرة واقعية دراماتيكية في خطفات منها
,غلبت عليها مسحة الحزن والمعاناة,وتغيرات الأمكنة والأزمنة,وكشف أن المرض الذي أصابه وهومن تجارب الحياة, كان كفيلا أن يبعد أقرب الناس من حوله(حبيبته)التي انتفضت
وأدارت ظهرها له ,وغازلت غيره.ولم تتوقف عند هذا الحد ولكنها ازدادت عنادا ومقتا له
بأن مرت من حواليه وعشيقها لتزيد الطين بلة والتشفي وخزا آخر في القلب الحليم.
اختلفت الأمكنة من البيت إلى الشارع إلى المنتزه إلى المشفى إلى الجامعة,,واختلفت الشخوص والزوايا ,وكانت النهاية بوصية ولكن المفاجأة في عملية الإنتقال من هاته الحياة طنت أنتظر أن تكون النهاية بمرض عضال ولكنها كانت بالإنتحار الذي نعاتب صاحبنا على توضيفه لأنه خارج أطر الحياة لعربية ,وهو من الناحية الشرعية محرم باتفاق الأديان السماوية ,ولو كان ذلك من النصوص الإبداعية إلا أنه لايجوز التعدي على حد من حدود الله في أمور معروفة في الدين بالضرورة ,(ولا تقتلوا أنفسكم) وقديما قال الشاعر:
فلا تكتب بيدك غير شيء***يسرك في القيامة أن تراه

*** **** **** **** ***

رابعا:عندما يسود الصمت:

هي عبارة عن تساؤلات وظف فيها الرؤى التي تشكل حالة الصمت الموبوء,الذي يضطرنا أحيانا على غلق منافذ الكلام,صاحبنا جسد كذلك إحساسه المرهف في التداعيات التي تفضي بمكنونات الأرواح ,ومشرق ذلك ومغربه حبه لأنثاه التي عبر لها بكل ماتولد لديه من شعور ورغبة وكانت ال: (silence) آخر محطاته.

**** **** **** ****

في خواطره الموسومة ب:(ملحمة الإنتظار**دعيهم**الشوق)

..تأوهات حالمة وتنهدات تجبرنا على التوقف عند محطاتها الواحدة تلو الأخرى,بحي يكثر الترميز والتجديف نحو الأنا الآخر, يقدم لنا صاحبنا أطباقا متنوعة من علسج الجوى العذري والطفولي في رهافة ووديعة ووجل., ويغرز فينا وجدا ملتاعا يوشك أن يمحى من ذاكرتنا السعيدة أيام اللواعج والحنين,إنها وسائد تغفو لترسم العبير وتنسج الأقحوان وتفوح بكل أطياف البسمة والنسمة والهمسة/
مايعجبني في أسلوب(
قلم الأواق اليابسة) التي بدت لي أوراق خضراء مخضلة وناقعة الخضرة,تلك الفلسفة التي تشكل أداة النص ,إذ يبدو غزيرا وفي سهلة وانطياعية يتسلل إلى وهاد القلب كالصيب الذي تتقاطر منه الرائق في خريف العمر,كما أن توقيعه:
.....صرخات الألم الذي يعتصرنا أنين الذكرى الجميلة
.....همسات الحب التي تقربنا من لحظات الإنتظار الطويلة
تذكرني بتوقيع لصديقة شاعرة من الجزائر تسمى(فهيمة بلقاسمي) من الشاعرات المتألقات في المرحلة التسعينية كانت توقع (حين تعتصرنا الآلام نحيا من جديد أو نموت للأبد)..
هذا فيض من غيض أحببت أستهل به مشوار القراءات والمتابعات في خواطر الأحبة في أنهارنا الأدبية الراقية وأشير أن ذا العمل لا علاقة له بالمسابقة فأنا بدأته قبل إعلانها بأيام ,وللحديث عن البقية بقية ,,ولتكبروديان( أنهار) وتفيض بالمبدعين.


ــــــــــــــــ منتدى أنهار الأدبي 10 /جوان / 2007م ـــــــ وقتئذ كنت مشرف نهر الخواطر ـــــــــــــــــ

محال في ظل قدر ل/نهـــلة محمد

بأفلاك الرؤى تنطلق رحلتنا الليلة إلى مدارٍ يعانق الغيم والقمر

ومواكب القراءات تسافر بنا إلى حيث التأمل والتقاط أجمل سمو الصور


مع أختنا الغالية نهلة محمد

و

(
محالٌ فِي ظِلّ قدر )



وَجْهٌ كَلَونِ المَطرِ..

وَهْجُ اغترابٍ غريبٌ أراهُ

كطلعٍ مسافرٍ في أنفاسِ القدرِ...

لحيثُ أراضٍ تَبكي فتَدْمَعُ أَرقى صُنوفِ الزّهرِ..

...
طُهرٌ يَسعى إليَّ حَثِيثَــاً

يسبقُ حتى نَجْوَى القَمَر...

ويَجْلسُ في مَتَاهَاتِ انْعِدَامِي

يَنْتَظِرُ مع تَسبـِـيحِ السَّحَرِ

هُطولَ الرِّضَا

كبسمةٍ تُرَاوُدُ فِيَّ عُبُوسَ الضَّجَرِ...

فَيُشرِعُ يـَـدَاً تُناجِي البَــياضَ

لأَجْلِسَ وَحْدِي أُغَازِلُ فِيها غُرورَ الرياضِ

عَلى جَانِــبَيّ عُروقٌ نَدِيةٌ

أسّمَعُ مِنْهَا غِـــــنَاءَ النَّهرَ....

كَصَوتِ التِّلالِ حِــيــْنَ

تُهَلِّي بِضَيفِ الفَجْرِ..

كهَمْسِ الظِّــلالِ عِندَ عِنَاقِ الأحِبــَّـةِ لَهَفَاً

قبلَ ارتِحَالِ زَفِيرِ العُمُرِ...

أَيُعقَلُ أَنْ أُصَادِفَ بَعدَ طُولِ التَّشَرُّدِ حُبَّــاً نَبـِـيـلاً

فِي أَسّوَاقِ الصُّدَفْ..!!

يَجمَعُ لأَجلِيَ أَرَقَ الأَنَامِلِ دِفْــئاً,وحُسنـاً

خُلِقَتْ فِي أَكُفِّ البَشَرِ,,,

ليَغْزِلَ فِي الرُّوُحِ سُجْادَ فَرَحٍ

يَمْشِي عَــلَيهِ فُؤَادِي بِكِــبْرٍ

وَ يـَـرشقُ لَعْنَاً مَرِيَداً بِوَجهِ الكَدَرِ...!!

أَيُعْقَلُ أَنْ تَشهَدَ قِــفَارِي وَصْلَ الحَيَاةِ..!

وتَحمِلَ إلَيَّ جِـــبَاهُ الرِّمَالِ بُشرَى خَلَاصِي

مِنْ المُعَانَاةِ

بِخَبَرِ مَخَاضِ الشَّجَرِ...!!

أَبَعْدَ اغْتِسَالِ الجُرُوحِ المُسِنَّةِ بِرِيقِ القَهرِ..!!؟

تَأْتِي خُطُوبُ السَّعَادِةِ

تَطلبُ وِدَّ الجُرُوحِ العَطشى

مِنْ بَــيْتِ ( آلِ الحَذَرِ )...!!

وتَأتِي بِهَذَا المَلاكِ الحَزِينِ ( عَرِيسَاً )

يَمْشِي بِقَلَقٍ عَلَى أَهْدَابِ الخَطَرِ..

ويَنْزَلِقُ علَى نَصلِ انْتِظَارِي

لِيَهْدِيَ لِقلبي دَمَهُ مَهَر...

فَــيَا صَلَوَاتِ

القُنُوطِ الكَئِيــبَةِ,,

وقِبْــــلَةَ يَأْسِي

وأَمْرَ اسْتِخَارَاتِ رَبِّي

العَجِيــِّـبَةِ لِمَنفَى الهَجرِ..

خَبِّرُوهُ

بِأَنّي لَوْ كُنْتُ بَشَرَاً

لَسَلَّـــمْتُهُ مَسَاجِدَ صَدْرِي

ينزلُ فيها إِمَامَاً طَهُورَاً,

يُلَمْلِمُ مِن المَآذِنِ نُورَاً

يَرقِي بِهِ رُضُوضَ السَّهَرِ..

بَيْدَ أَنِّي.....

إِثمٌ عَظِيْمٌ..لايَليق بِطُهرِهِ...

وسِحّرٌ لَئِيْمٌ

تَمَامَاً كَخُبثِ أَسحَارِ الغَجَرِ...

أَخْشَى عَليهِ النُّزُوُلَ بِنُوُرِهِ

إِلَي حَيثُ قَلبِي

فَيَنْطَفِيءُ كبَدْرٍ تَلَطَخَ بِخَسْفٍ كَرِيهٍ

عندَ انْــتِصَاف زَفَافِ الشَّهَرِ.....

(
ليَبْقَ مَلَاكاً)

بَعِيدَ المَنَالِ فَوْقَ عُرُوشِ الشُّمُوسِ

يَأكُلُ مِنْ كَرَمِ الإِلَهِ نَعِيمَاً

يَسْمُو بِهِ عَن رِجسِ النّفوسِ..

جمالُ المُحَالِ

بِألّــا تَصِلْهُ الأَيْدِ وإِنْ قَبــّـلَــتهُ شِفَاهُ النَّظَرِ...

وَ لأَبقَى كَسِيرةً..

أُلّقِي السَّلامَ عَلَى القُلُوبِ الهَزِيْلَةِ..

وأمْضِي أخِيطُ جفونَ

الجِرَاحِ بِطَرفِ الجَدِيْلَةِ...

لأُخرسَ صوتَ الفراقِ المُدَوي

"
مُحَالٌ بِأنْ يجتمعَ (مَلَــكٌ وإثِمٌ)..في ظلِّ قَدَر"...



336345~1.JPG



قراءة الأستاذ الفاضل كمال أبو سلمى

في معنى العنوان:
(محالٌ فِي ظِلّ قدر)
نحن أمام نص مثير في بعض جوانبه ,نص يستبين من الفلسفة أنماطه ,ويحرك من التأمل إرهاصاته ,يقف المتلقي أحيانا تائها في جوانب سرده ,وكأنه تناص لعذرية المجروح ,استبد بي الخوف في عنوان النص ,فلاح لي بأنه عنوان يكاشف اللامعقول ,أو اللابديهي ,أو هكذا يبدو.....ربما لأنني ذهبت في تفسيره المذهب العقائدي ,الذي يضمر الإيمان بالقدر ,وأن كل شيء ميسر للإنسان لما خلق له ,*وكل شيء خلقناه بقدر*,,بعيدا عن جدلية التخيير والتسيير ,,

في معنى النص:
وَجْهٌ كَلَونِ المَطرِ..
وَهْجُ اغترابٍ غريبٌ أراهُ
كطلعٍ مسافرٍ في أنفاسِ القدرِ...
لحيثُ أراضٍ تَبكي فتَدْمَعُ أَرقى صُنوفِ الزّهرِ..
المطر عادة يرمز إلى التخييلات الجمالية ,إلى انهمار الفيوضات التأملية ,إلى رقة المحاكاة ,وإلى كل مايغري بالداخل ,فالمطر يعني الإخضرار ,يعني الحياة المتدفقة بروح الأمل ,والمتمسك بعصيات التأملات في الحركية القدرية ,,والطلع عادة إما مايعرف بحبوب الطلع والتي هي أعضاء التكاثر الذكري عند النباتات ,وهي المصدر الرئيسي للبروتين والفيتامينات للنحل ,,وذكرني بقوله تعالى :/ والنخل باسقات لها طلع نضيد/ والطلع النضيد هو المتراكب بعضه فوق بعض .. وللأخذ من بديع القرآن بوصلة نجاة ,وبيان فهم ..

...طُهرٌ يَسعى إليَّ حَثِيثَــاً
يسبقُ حتى نَجْوَى القَمَر...
ويَجْلسُ في مَتَاهَاتِ انْعِدَامِي
يَنْتَظِرُ مع تَسبـِـيحِ السَّحَرِ
هُطولَ الرِّضَا
ترنيمة في فصول التأمل ,تزاوج بين الأنا والمتأمل ,لتنحدر إلى عرى الرغبة في صناعة البهاء ,,وتشبيه يغري الملكة ,فالطهر هل يسعى ,وهل لنجوى القمر سبقٌ , وهل هناك من يجلس في متاهات الإنعدام ,وهل للإنعدام متاهات ,وهل للرضى هطول ,,إنها تشبيهات تنبئ عن مكنون حصاد كاتبها للملكة الشعرية ..يعب منها عبا ,,

كبسمةٍ تُرَاوُدُ فِيَّ عُبُوسَ الضَّجَرِ...
فَيُشرِعُ يـَـدَاً تُناجِي البَــياضَ
لأَجْلِسَ وَحْدِي أُغَازِلُ فِيها غُرورَ الرياضِ
ربما أراد أن ينئو وحده بعيدا عن ضجر الحياة ,وأصوات الهدير والعامة ,تنتاب الواحد منا هاته الجرعة من التأوهات والزفرات فيرغب في أن يسكبها بعيدا عن ضوء يسعر وحدته ,فينتحي بزاوية الإنحياد عله يغزل من وحدتها برنس التأمل البديع ...
كما أن جريه هنا لأجل حرف السجع أفسد الذوق الجميل للنص .

عَلى جَانِــبَيّ عُروقٌ نَدِيةٌ
أسّمَعُ مِنْهَا غِـــــنَاءَ النَّهرَ....
كَصَوتِ التِّلالِ حِــيــْنَ
تُهَلِّي بِضَيفِ الفَجْرِ..
كهَمْسِ الظِّــلالِ عِندَ عِنَاقِ الأحِبــَّـةِ لَهَفَاً
قبلَ ارتِحَالِ زَفِيرِ العُمُرِ...
هي وقفة تصحو بصاحبها في عطفات الوحدة التأملية ,وهو هنا يصف لنا حالته بين مدن الجمال الغناء ,في فيحة شاهدة على صفاء العقل ,وبوح القلب ,فهنا الماء الرقراق ,وهنا الخضرة الندية ,وعروق الحياة تنبجس من ينابيع التهيام الوارف كظلالة عاتية ..

أَيُعقَلُ أَنْ أُصَادِفَ بَعدَ طُولِ التَّشَرُّدِ حُبَّــاً نَبـِـيـلاً
فِي أَسّوَاقِ الصُّدَفْ..!!
يقال :*رب صدفة خير من ألف ميعاد *,ولو أن إيماني بالقضاء والقدر غلف عني الإيمان بالصدف ,إلا أن أبعاض هاته التهويمات تأتينا بمحض الهروب إلى منتكإ العزلة ,لنغرف منها هيم اللحظات ,ووجد النسمات الهلامية الملامح ...

يَجمَعُ لأَجلِيَ أَرَقَ الأَنَامِلِ دِفْــئاً,وحُسنـاً
خُلِقَتْ فِي أَكُفِّ البَشَرِ,,,
ليَغْزِلَ فِي الرُّوُحِ سُجْادَ فَرَحٍ
يَمْشِي عَــلَيهِ فُؤَادِي بِكِــبْرٍ
وَ يـَـرشقُ لَعْنَاً مَرِيَداً بِوَجهِ الكَدَرِ...!!
وهناك تعايش نتفاداه بأقصى مايتماهى إلى أسماعنا من عناد ,نحبذ أن نكون في منأى عن الناس أحيانا لأن أسواط الألم تخلقها أنفاس الكآبة في معترك التقاعس بين الناس ,لعل المظالم تركب أختها غصبا عن حيائنا ,وعن بعدنا عنا ,إننا متشائمون أحيانا في أن البياض يجلوه السواد ,,نعم ومن السواد مايعتم هالات البياض ,,

أَيُعْقَلُ أَنْ تَشهَدَ قِــفَارِي وَصْلَ الحَيَاةِ..!
وتَحمِلَ إلَيَّ جِـــبَاهُ الرِّمَالِ بُشرَى خَلَاصِي
مِنْ المُعَانَاةِ
بِخَبَرِ مَخَاضِ الشَّجَرِ...!!
إغتسال الحياة بماء الصفاء النقاء والطهر ,يغري فيها منتزه الجمال ,فتخلق المحبة والتعايش بين بني البشر ,ضير أن التواصل صراع مرير بين ألفة حياة ,وانتكاسة أمل ..

أَبَعْدَ اغْتِسَالِ الجُرُوحِ المُسِنَّةِ بِرِيقِ القَهرِ..!!؟
تَأْتِي خُطُوبُ السَّعَادِةِ
تَطلبُ وِدَّ الجُرُوحِ العَطشى
مِنْ بَــيْتِ ( آلِ الحَذَرِ )...!!
وتَأتِي بِهَذَا المَلاكِ الحَزِينِ ( عَرِيسَاً )
يَمْشِي بِقَلَقٍ عَلَى أَهْدَابِ الخَطَرِ..
مهما تنوعت الجراح من مزمنة ,ومسنة *كبيرة بالسن لطول أمدها*,فإن للبياض شفاء العسل ,وطهر الأنفاس ,وميسة القلب ,,والسعادة قد تكون لها خطوب وندوب ,فكم من سعيد عاش متذمرا يحسب أنفاس ليله ,وأبعاد ويلاته ,,مافهمت ماتعنيه بآل الحذر ,هل تراك تعني الحذر والهروب من الشرور,أم أنها عائلة تنتمي لجيل بشري ؟؟..
ووصفك لهذا العريس المشابه للملاك الحزين ,في طهر الهيام ,ورعشة الحنان ,ومشيه على أهداب الخطر بقاق ,,هو وصف دقيق لعمر الألم ,وألم الغثر ..

ويَنْزَلِقُ علَى نَصلِ انْتِظَارِي
لِيَهْدِيَ لِقلبي دَمَهُ مَهَر...

ومهر قلبك هذا الدم ,,!!

فَــيَا صَلَوَاتِ
القُنُوطِ الكَئِيــبَةِ,,
وقِبْــــلَةَ يَأْسِي
وأَمْرَ اسْتِخَارَاتِ رَبِّي
العَجِيــِّـبَةِ لِمَنفَى الهَجرِ..
من أدراك أن الصلاة بها كآبة وقنوط ,,ومن أخبرك بأن القبلة يأس ,وأن صلاة الإستخارة منفى للبعاد والنوى ؟؟,,ألم يقل النبي الكريم ـ عليه الصلاة والسلام , لبلال بن رباح ـ عليه سحائب الرضوان ـ :* أرحنا بها يابلال ..!!* وكان يعني الصلاة ,,ثم أليست القبلة هي التي يرضى بها بها ديننا :*قا ل ـ تعالي ـ‏:*‏ قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره‏ ,,,,,,,البقرة‏:144).‏ ... * أما صلاة الإستخارة ,فهي تقرب لله سبحانه وتعالى لأجل دفع ضرأو طلب رزق ,أو استخارة في أمر ما ...!! ,,فكيف تكون منفى هجروهي قربى لرب العالمين ,,!!..

خَبِّرُوهُ
بِأَنّي لَوْ كُنْتُ بَشَرَاً
لَسَلَّـــمْتُهُ مَسَاجِدَ صَدْرِي
ينزلُ فيها إِمَامَاً طَهُورَاً,
يُلَمْلِمُ مِن المَآذِنِ نُورَاً
يَرقِي بِهِ رُضُوضَ السَّهَرِ..
بَيْدَ أَنِّي.....
إِثمٌ عَظِيْمٌ..لايَليق بِطُهرِهِ...
وسِحّرٌ لَئِيْمٌ
تَمَامَاً كَخُبثِ أَسحَارِ الغَجَرِ...
ماعرفت كيف يكون الإنسان ذاك البشر السوي المكرم ,كله إثما يعاقر الخبث واللؤم والشر ,,في الإنسان اللؤم نعم ,,فيه الخبث بلا ,فيه السحر والدجل أجل ,,ولكن أن يكون كله كذلك ,وينفي عنه صفة الإنسان ,البشري العاقل الممارس للحياة بكل عواقبها وتوابعها وأنفاسها وأجراسها وأنياطها وأسياطها ,وأغراسها وأركاسها ,ويصيح عالة على النفس البشرية ,فهذا لعمري مالايكون في بني البشر الأسوياء ,,هكذا رأيت ,,وهكذا فهمت أنا ,,

أَخْشَى عَليهِ النُّزُوُلَ بِنُوُرِهِ
إِلَي حَيثُ قَلبِي
فَيَنْطَفِيءُ كبَدْرٍ تَلَطَخَ بِخَسْفٍ كَرِيهٍ
عندَ انْــتِصَاف زَفَافِ الشَّهَرِ.....
(
ليَبْقَ مَلَاكاً)
بَعِيدَ المَنَالِ فَوْقَ عُرُوشِ الشُّمُوسِ
يَأكُلُ مِنْ كَرَمِ الإِلَهِ نَعِيمَاً
يَسْمُو بِهِ عَن رِجسِ النّفوسِ..
وأتمنى أن تكون ملاكا قريب المنال حتى لاتتعثر الأمنيات في عروس الشمس ,,وحتى تأكل من خيرات الإله ,وتنعم بدنيا قلبها تلك الماثلة في عمر بهائك,,

جمالُ المُحَالِ
بِألّــا تَصِلْهُ الأَيْدِ وإِنْ قَبــّـلَــتهُ شِفَاهُ النَّظَرِ...
صورة فاتنة من صور جمال شاعرنا المارد ,تعطي نفسا شعريا ذا مخيال يتسنى لمن يملك ريق الجمال العربي المتناسم في صهوة الكلام الآسر ,,ولتشبيهه البليغ الشفاه بالنظر ينمّ عن مقدرته في تدوير الكلام ,وتأسير المتلقي بلغة تضاهي الذائقة وتغريها ,,وأود منه أن يضيف الياء ل/ الأيد/ لتصير أيدي.. وهي الأصح ..

وَ لأَبقَى كَسِيرةً..
أُلّقِي السَّلامَ عَلَى القُلُوبِ الهَزِيْلَةِ..
وأمْضِي أخِيطُ جفونَ
الجِرَاحِ بِطَرفِ الجَدِيْلَةِ...
لأُخرسَ صوتَ الفراقِ المُدَوي
"
مُحَالٌ بِأنْ يجتمعَ (مَلَــكٌ وإثِمٌ)..في ظلِّ قَدَر"...
ومحال أن يبقى هذا الجمال الخلب رهين الأنفاس والرفوف ,فقد يتأكسد وتنفى عنه جزالة البناء الشعري ,وغيمة المطر الربيعية ,,
نص يجوز أن يكون نمطا شعريا يرنو بالأفق الرحب للشعرية الحديثة ,,يسرد في ضنكى الحياة ,في تعبها ,في فاقتها ,كما ينحو إلى عتل الزمن ,ويعري صفصاف الكدر ,ووحدة التشرنق في ضحالة الإنعزالية ,,رأيت أنه نص يلامس التوليفة الجميلة للشعر ,برغم ماشابه من تنكر لبعض الصور الجميلة من حياتنا الفسيحة البهية ,عطر القلب في أحايين بتنوير خلب ,وأجلى الفؤاد بحمالة الرقة ,فكان يؤرخ لزمكانية الوحدة ,والإنعزال المتمرس في عذرية الإنسان ,,كان يفتش عن إرث فقدناه هو الوحدة التي تعري الذات ,وتبتعد عن غيمة البشر المنكرة لعقلية بناء الفكرة ,,
أسلوب جميل سلس ومقروء..ونص في مجمله يغوص في السردية الجمالية ,,والملامسة للَبِنات الشعرية الحديثة ,,لكاتبه لغة خاصة ,وتصوير يغرف من الأدونيسية والدرويشية بعض الملامح ,,أتمنى أن يصل منه العناقيد كل جديده ,وهو رائع ويحتاج إلى أن يقرأنا ونقرؤه,,

******
دعائي بالتوفيق ******