الأربعاء، 1 يوليو 2009

تعريج جمالي على نص / عزف على أوتار آه ,,!!


تعريج جمالي على نص /"عزف على أوتار آه,,!!
"للشاعر الجزائري الشاب / بشير ميلودي

توطئة:
إن المبحر في فضائل البوح ,ينحني طوعا وكرها لرصافة اللغة ,وحصافتها ,وطلاوة الكلمة وطراوتها ,والمتأمل غيلة ,أو تمعنا في جميل مايكتبه الشاعر الجزائري الجميل بشير ميلودي يتوه في غض الحديث ,وسمرة البهاء الذي يقاسمه معنا هذا القادم من شرفة الحكايا الآسرة,المرتل آي العتيق من لغة أجداده ,المبحر في ثنايا "حيزية واسعيد"1" الأسطورة التي تغدقها الأيــــــام الخوالي في بهاءات المدن الجزائرية ,,ميلود إبن مدينة الصحراء,بسكرة "عروس الزيبان" ,التي تطاول النخيل في فراعة أبنائها ,بسكرة التي تسافر في أتون العشق الأيهم كي تغوص في ثريا الفيروز والأمنيات,,في عزفه الآسر يتكئ على فرضية الجدلية الميسم,الفرضية الحلم ,الصيرورة الذات ,وكل مايتشكل من تخمينات تبحر في الأنا وتتربص بالحلم الهارب من تفاحة العمر,,
في قصيدته "عزف على أوتار ,,آه" يبوح شاعرنا للبحر ,للنسيم ,للهواء,للذات ,لعمر يمضي ,لحكايا تؤرخ لزمانها ,لأحلام قد تجيء ,ولرغبة قد تغور ,لنبع يتأصل في فرحة تمر,لخريف من الذكريات,,

هنا تذوي الرؤى
خلف سراب الحاضر الموءود
تتشابه العتمات
وينتحر الحنينْ
ويغني زلال الريح للأمنيات ,لتحتمي الأنفاس بالرؤى الغامرة,,
لأجل موعد سرمدي
تتلاشى من عتبات الحياة ابتساماتُ
الأصيلْ.....
لأجل أيقونة الخلد
من شفاه المدّ المنضوي في تراتيل
الصباح.....
ولأجل أمنية تتأوه بالوجع تتلاشى كل أنياط الحيرة ,لتكبر الأماني في سرايا الحياة,,غسيل للألم من خضاب الرعاف ,,وزيغ تطرده الكلمات حيث الهاوية,,
لأجل صمت عاق
على أن يصير لآلئ من ترابْ
تموت بلا ذنب
على طرق القهر
أكاليل صبر شاخص في شموخْ
****
وإذا مات الصبر وأعلن الزمن الحداد غفت بوائق الغيظ الكالخ لترسم الرجس في أرض القلوب,,إنها عثرة في
طريق مكابر,,
لغةُ البوح تنثني في زهاء الرياح
تتلاشى في شبقها في صمتها
وتذوبْ.....
ولغة البوح تجاري صدفات الريح ,كي تكبر المسافات في غيمة الحروف الراعشة ,,لن تثنينا أركاس الغياب كي نعب من روح الألم قبرة للأمل..
ذاك المدى الذي قد شاخ في لغة النداءْ
شذا في صمته المعهودِ
وغاص خلف دياجن القلقْ
؟ثمّ احترقْ....
****
وهاته الحرقة الحراقة طيف في سهو وجيعة ,,كزبد في بئر هجيعة ,تنسلخ الأسياخ ,وتتعاقر في قبيصها الآهات الدفينة ,,واللغة التي تتلد هي ملمس الحب في رضاب الأفئدة..
كانت هنا أولى بدايات الأُفولِ
وخلف انحناءات الغسقْ
قد صوّر الفجر بقايا من نشوء الذاتْ
سوف لن تعدْ تتلى
على أُذني
اضاءات غد قد غاص في جوف الخلودْ
إن الشرود المطرد في حبات الأسى يعزب عن أتربة الشوق ,ولكي تتماهى الأنفس في عراها تنبجس من أوكار الغدر أرطأة الخيانة ,,والغسق امتداد ليوم مستمر,,
لأن لا تروح عناقيد المساء
لكي لا تكون هنا من نقطة الجذبِ
نهايات الخريفْ
سوف تنبثق المسافاتُ
على غنج الإنطلاقفي دثور الليلْ
****
والليل المدثر منتهى المنام ,ومستقر القلوب في دوحة الحياة ,فيه تنثني الآهات لتسكن قرينتها ,وفيه تسدل الستائر لنرحل صوب أرواحنا الهائمة في أتون الكلام..
يا أيّها البحرُ الذي شيدّت من أصدافك
وطن الذبولِ
لم تعدْ مدن الربيع تضاحك عشّاقها
لم يعدْ محارك نقطة ارتقاء
لأستار العبورِ
لم تعدْ إلاّ الدمى
تتراقص في حلبات من ورقْ
لم يعد فيك شفقْ
لم ْ يعدْ يسمح في حيّك المغضوب عليه صلاةْ
لم تعدْ تقرع نواقيس الندى
كسّر الفجر مآذن اللحنِ
وحطّم العهر قبب البوح
****
وأغرق الليل دجنة الظلمة ,وأرسى تلابيب المكان كي تتعرى الأنفس لزفراتها الجامحة,,يخرج الجن من دثور العراء ,وتنسف الريح إملاءاتها كي تستمر الأتعاب في خراب القلوب,,الذات المتكسرة على عتبات الورق تخجل من صنيعها صلاة الحب,,فهناك احتباس للنواقيس,وتكسير للمآذن التي تحوز ألحان الحياة,وتحطيم للقبب المتهالكة في العهر..
كيف لذات تستقي من ليلة الإسراء
أنزيم الطفو فوق المحالْ
أن تعود لمنحدر الذبولْ
بمنتهى التوشيح تنغمس هاته الذات أنى استقرت رؤاك الحيارى في عتل المكان..
ذاتك أيها البحر أشبه بانغلاق الكون
في كمشة آهْ
أشبه بانسداد الحرف في شنإ البوح
إنها صياغة جديدة ,وفكرة جذلى في قواميس الكلام ,تنضاف إلى روح اللغة ,,وتستلذ من هيم شاعرنا الأنيق شنأة الوجد,,
أفلتْ أيّها البحر ...
من عمك الفيروز ِأنغام الصبا
ذات كلّ المرايا في شتات اللذّة الحمقاءْ
وهل ينفلت وحده ,إنه يجرجر أتباعه من عقيق العشق ورقيق الهيام,,وستعيش لحظة الإدراك ,لتصل إلى منتهى الحال ,وقرينة ذلك سباحة في غيم القلوب وإرساء على دنيا مرغوبة ,تمني النفس بالبقاء عل القادم أغرى للحياة,,لتستمر الحياة,,
ضاع وضاعَ أيّها البحرُ
ولم تبقَ إلاّ النتوءات ُ تسابق الموتْ
وهاهنا في عوسج الأقدارِ مقبلة
تلك البقايا من نفاذ الذاتْ
تعود من عتمات فجْر جائر
لتعيش لحظة الإدراكْ
****
شعر : بشير ميلودي
14جوان 2008
جامعة*الجزائر*
(إلى كل ذات لا تزال تبحث عن كنوّها في هذا العالم الممتد ....)
هكذا هي امتدادات البوح ,ولوج في سطوة الكلمات ,واستقراء لزمكانية تعريها الذات وخلجات المطرد. كانت تلك حداثية شاعرنا المتألق ميلودي بشير الذي يشاكل القصيد المتوثب على حروف الماهية..إنه واحد من الشعراء الشباب الذين سيكون لهم الشأن في قادم العمر ,فهاته الشريحة ممن يكتب الرمز ويمزج بين الحر والعمودي والنثري ,يتواصل مع الحداثي والمعتق ,ليملأ جرار الكلام في دنيا النص ..
ملاحظة
:قصة "حيزية واسعيد" هي أسطورة تتوارثها الأجيال ,وهي قصة حقيقية من تراث الحكي الجزائري ,تغوص في الحب بين امرأة وابن عمها ,غير أن الأقدار ,تجعل من هذا الحب يموت في أوج عطائه ,إذ ترحل حيزية ,ويبقى اسعيد يندب حظه العاثر ,,وهي من القصص المعروفة جدا بالجزائر وموطنها مدينة سيدي خالد بعمالة بسكرة أين يقطن صديقنا الشاعر بشير ميلودي...