الأربعاء، 28 يناير 2009

قراءة في خواطر ×قلم الأوراق اليابسة):

قراءة في خواطر الكاتب:

(قلم الأوراق اليابسة)


توطئة:

وأنا أتصفح (نهر الخواطر)شد انتباهي منتوج أدبي متنوع تنوع الثقافات العربية,مصاغ بلغة خواطرية جميلة أقرب إلى القصة ثم القصيد منها إلى الخاطرة,عباراتها مهذبة ومختارة ومنقحة ومرتبة ومزينة بديباجة رفيعة,وأسلوب يحاكي اللغة السلسة الطيعة ,التي تتسلل من روح العربية وريحانها ,ألفاظ توحي منذ الوهلة الأولى أنها تتخطى المكاشفة وتحيلنا إلى الفيوضات المتدفقة من ينبوع الدلالات اللفظية العميقة الراسخة في مدلولنا الحضاري ورقينا الثقافي والسيسيولوجي.
قلت شدني إعجاب رهيب فاكتشفت أن كاتبها ليس نكرة,إنه شاب يانع في عمر الزهور والورود تفتقت قريحته في بلدة العلم والقلم اللاذقية الفيحاء مهد الحضارات ومنبت العلماء والآثار الجميلة.
من خلال غشياني لخلوته وجدت أنه ابن عشرين(20) ربيعا,وأنه طالب بالجامعة ومعلم صف لهذا فإن جوانب النبوغ كانت تحيط به من كل جانب.
وددت هنا أن أحاكي بعضا من خواطره,فجال بصري واختار منها بعضا ,وأنا هنا لا أدعي أنني أقرأها بدقة القارئ المتفحص والأكاديمي المتمرس ,ولكن بعين المتذوق لناصية اللغة وقريضها,إنهاشذرات في هذا الفن والألق الآسر وقد اخترت من كتاباته الإبداعات التالية:
*ملحمة الإنتظار.
*ربما...!!
*في انتظار الموت.
*عندما يسود الصمت.
*الشوق.
*قدري,, الوحدة.
*دعيهم.

*******

أولا:

ملحمة الإنتظار:

تبدأ الملحمة بتساؤلات عرضية ,تبحث في الأنا الآخر لدحض اقتراف إثم يترجاه
كي يفك قيد هذا الإثم الذي ناء بكلكله عليه,ويفترض أن هذا الجاني العاطفي كان(هي).
لأنها أعطت قلبه مايستفيض من المشاعر ومايتدفق من الأحاسيس الحبلى بالعاطفة الجامحة
والصدق في نقل الهيم (من القلب إلى القلب).
ثم يبحر في الحالة المدعاة للإثم فيتبين أن الظروف الخجلانة كانت وراء بعد محبوبته
التي أضناها النوى والهجر.
ثم يستطرد في لواعج الضنى والبوح ,ويفك ألغاز الفرقة التي جاءت دون طواعية,ولكن
الظروف الأسيانة كانت وراءها,ليذرف بعدها عبرات الأسى ولهفة الإشتياق.
إنها خاطرة تكتنز التتابع الحكواتي وتغوص في عمق النص غير أنه يعاب عليه في
آخرها الوقوع في السذاجة الإنطياعيةوالتذلل للمحبوب إلى درجة أو مستوى الإبتذال
وكأنها نبرة الغر الذي لا يعرف كنه الحب وتعاويذه .,غير أنه كتب شيئا يؤرخ لمرحلة ما
من الحياة الرحيبة.

******* ****** *******

ثانيا:ربما:

هي قراءة في عمق الحياة بلغة التصوف والزهد ,(ربما)تذكرني بما كتبه الشاعر الكبير
أحمد مطر في رائعته:
ربما الزاني يتوب,,
ربما الماء يروب,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,
,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ولكن ال(ربما)التي يغنيها صاحبناتقرؤ عمق المسافة الذي تعانقه ملمات البعاد وسطوة
المعاناة .فمن أجل الوصول إلى مغاوير المحبوب يزيح كل الكدمات والربوات,فهو
بصمت الأرواح بالصدور ,وبحياة الناس في القبور ,وباختفاء العبير من الزهور,وغيرها
من المواصفات التي ذكرها وسردهااستطرادا لا يبالي,فحتى ولو نطق الرضيع أو تحركت
الوديان من مواضعها وكلها تشبيهات بلاغية بعيدة المنال, فهو لايهمه ,وهذا من حقه,
سوى الوصول إلى قلبها ولو كلفه موته,وهذا من الحب العذري السامي,إنها فضاءات
وبهارات طبخت خارج دائرة الضوء ولكنها عمقت وجع الجراح التي تعانق مرام الرجال
في عمر الشباب,,,رغم وقوعه في المباشرة وجريه وراء السجع إلا أن خاطرته الشعرية
أدت نسقها ومطلبها وعرت كل أحوالنا في مرحلة جميلة من العمريتشبب فيها المحبوب بمحبوبته.

******* ******** **************
ثالثا:في انتظار الموت:

قصة طويلة وحزينة ,ومقرف شخوص روايتها,تشح الخيانة بأعمق مواصفاتها,الخيانة التي تجثم على صدور المحبين الذين يفشلون في ترويض غصن البان ,ولحاء الوله والصبابة الحراقة,إنها تراجيديا نقرؤ فصوله وحيثياتها في سيناريوهات كتاب الأفلام والمسلسلات العربية باستقصائية جلية ,ولأن همومنا نحن العرب واحدة ,كذاك المدعاة إلى الخيانة التي يعانيها صاحبنا واحدة.
استطاع قلم الأوراق اليابسة أن يفتش في خراباتنا وفي عمق الجراح التي تجثم على كواهل الواخزين لجراحات الآخرين ,فقد قدم وجها يشبه ذاك الذي تقمصه الراحل عبد الحليم حافظ في معزوفته الخالدة (أبي فوق الشجرة),لأن أوجه الشبه من حيث الحزن والحرمان العاطفي متقاربة.جاءت خاطرته على شكل قصة قصيرة واقعية دراماتيكية في خطفات منها
,غلبت عليها مسحة الحزن والمعاناة,وتغيرات الأمكنة والأزمنة,وكشف أن المرض الذي أصابه وهومن تجارب الحياة, كان كفيلا أن يبعد أقرب الناس من حوله(حبيبته)التي انتفضت
وأدارت ظهرها له ,وغازلت غيره.ولم تتوقف عند هذا الحد ولكنها ازدادت عنادا ومقتا له
بأن مرت من حواليه وعشيقها لتزيد الطين بلة والتشفي وخزا آخر في القلب الحليم.
اختلفت الأمكنة من البيت إلى الشارع إلى المنتزه إلى المشفى إلى الجامعة,,واختلفت الشخوص والزوايا ,وكانت النهاية بوصية ولكن المفاجأة في عملية الإنتقال من هاته الحياة طنت أنتظر أن تكون النهاية بمرض عضال ولكنها كانت بالإنتحار الذي نعاتب صاحبنا على توضيفه لأنه خارج أطر الحياة لعربية ,وهو من الناحية الشرعية محرم باتفاق الأديان السماوية ,ولو كان ذلك من النصوص الإبداعية إلا أنه لايجوز التعدي على حد من حدود الله في أمور معروفة في الدين بالضرورة ,(ولا تقتلوا أنفسكم) وقديما قال الشاعر:
فلا تكتب بيدك غير شيء***يسرك في القيامة أن تراه

*** **** **** **** ***

رابعا:عندما يسود الصمت:

هي عبارة عن تساؤلات وظف فيها الرؤى التي تشكل حالة الصمت الموبوء,الذي يضطرنا أحيانا على غلق منافذ الكلام,صاحبنا جسد كذلك إحساسه المرهف في التداعيات التي تفضي بمكنونات الأرواح ,ومشرق ذلك ومغربه حبه لأنثاه التي عبر لها بكل ماتولد لديه من شعور ورغبة وكانت ال: (silence) آخر محطاته.

**** **** **** ****

في خواطره الموسومة ب:(ملحمة الإنتظار**دعيهم**الشوق)

..تأوهات حالمة وتنهدات تجبرنا على التوقف عند محطاتها الواحدة تلو الأخرى,بحي يكثر الترميز والتجديف نحو الأنا الآخر, يقدم لنا صاحبنا أطباقا متنوعة من علسج الجوى العذري والطفولي في رهافة ووديعة ووجل., ويغرز فينا وجدا ملتاعا يوشك أن يمحى من ذاكرتنا السعيدة أيام اللواعج والحنين,إنها وسائد تغفو لترسم العبير وتنسج الأقحوان وتفوح بكل أطياف البسمة والنسمة والهمسة/
مايعجبني في أسلوب(
قلم الأواق اليابسة) التي بدت لي أوراق خضراء مخضلة وناقعة الخضرة,تلك الفلسفة التي تشكل أداة النص ,إذ يبدو غزيرا وفي سهلة وانطياعية يتسلل إلى وهاد القلب كالصيب الذي تتقاطر منه الرائق في خريف العمر,كما أن توقيعه:
.....صرخات الألم الذي يعتصرنا أنين الذكرى الجميلة
.....همسات الحب التي تقربنا من لحظات الإنتظار الطويلة
تذكرني بتوقيع لصديقة شاعرة من الجزائر تسمى(فهيمة بلقاسمي) من الشاعرات المتألقات في المرحلة التسعينية كانت توقع (حين تعتصرنا الآلام نحيا من جديد أو نموت للأبد)..
هذا فيض من غيض أحببت أستهل به مشوار القراءات والمتابعات في خواطر الأحبة في أنهارنا الأدبية الراقية وأشير أن ذا العمل لا علاقة له بالمسابقة فأنا بدأته قبل إعلانها بأيام ,وللحديث عن البقية بقية ,,ولتكبروديان( أنهار) وتفيض بالمبدعين.


ــــــــــــــــ منتدى أنهار الأدبي 10 /جوان / 2007م ـــــــ وقتئذ كنت مشرف نهر الخواطر ـــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق