الأربعاء، 28 يناير 2009

قراءة تاملية في رائعة عبدالله جدي /ستــون عاما

قراءة تأملية في قصيدة "ستون عاما"
للشاعر الجزائري /إبن الأصيل


بيبلوغرافيا الشاعر:

الشاعر عبد الله جدي المعروف بابن الأصيل ,واحد من شواهد الشعر العربي ,المغمورين ,رجل يسكنه الحرف البديع ,يعشق العمودي ,والحر ,ويعانقه الوزن وعلمي العروض والقوافي .بدأ الكتابة في سن بكر ,وأيقظ فيه الجو الستيني والسبعيني من القرن الماضي,الحس البارق لقول الشعر وقرض القافية..إنه واحد من هامات الكلمة الصادقة المعبرة عن هموم المواطن العربي النخبوي والمتلقي ,فقد كتب في شتى الصنوف والميول ,كالغزل والسياسة,والرثاء ,والطلل ,والحياة العامة ,.ولشعره ميزة خاصة ,كونه ,يوظف اللغة كجمالية لبلوغ الهدف المنشود ,ويترك القارئ يسرح بلبه كي يقتنص فكرة هائمة في برزخ اللغة ,أو جملة تعانق بروج الفكرة الطروبية..في نصه " ستون عاما" , يتذكر النكبة الفلسطينية ,ويعرج على واقع الأمة العربية كترجمة لزمكانية يؤرخ بها حال الراهن في سلسلة تأريخية ,ممحصة بلغة سهلة مطواعة تطرز عذرية البهاء...


الإهداء/
إلى فلسطين .
ـ وإلى شعب فلسطين ..
ـ وإلى كل عربي غيور عن فلسطين .
أهدي هذه الملحمة.

النص :

تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ ــــــ وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
هذي فلسطين لم يبقَ بِهَا قَدَمٌ ـــــــ نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ
ستون عاما وهذا الماء نحمله ـــــــ كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّنَمِ


إن الباتولوجية الذهنية توحي قبلا بأن للذاكرة حالة التماهي ,ويحق للمتلقي أن يعيش على وثاب الخطوة ليصل إلى غمرة المنتهى المراد الوصول إليه ,وشاعرنا كعادة الشعراء القدامى الذين يبدء قريضهم بالطللية ,لبعث النشوة ,وإدخال الشعور العروبي في أذن المتلقي ,فالوقوف على تاريخ مضى ,مبعث على تجديد الثقة في حب الوطن والتشبث به..
وهنا يبتدئ شاعرنا بحالة التيهان التي توعز فينا, الوقوف عند لججها ,حتى نعثر على القائد الذي صار يترنح في سبل شتى تاركا المهمة التي أنيط بها ,وحالة التصدع هاته ,ذريعة للفشل الذي لحق
بغالبية القادة الذين تلاشت بهم ذهنياتهم فعقروا الناقة تلقاء الخراب,,ثم يعرج على المدة التي عاث فيها وعاشها أبناء القردة والخنازير في أرض الله المباركة ,مهبط الأنبياء والرسل ,ومعراج الحبيب المصطفى ,,ومنبت الرجال ,وأسطورة الحياة ,فلسطين الجرح العربي الذي لاينضب ,فلسطين أرض المدائن ,ومنشأ الرسالات السماوية.ومبكى الهوية ,,وقد وفق الشاعر في التشبيه البليغ للحمل الذي ينوء به كاهلنا اتجاه القضية,وحاجتنا لفلسطين بالماء المحمول على أسنمة العير ,وهي بحاجة إليه لشدة ضمإها وسغبها الشديد..

يا قُدسُ جِئْتُكَ هَذَا اليَوم مُعتَذِرًا ــــ وَمُسْتَعِيذًا .. فَانَّ الظُلْمَ كَالظُلَمِ
وَبَعْدَ أَنْ وَجَّهَ الأَعْرَابُ قِبْلَتَهُمْ إِلَى ــــ المُحِيطِ كَأَتبَاعٍ مِنَ الحَشَــــــمِ
وَبَعْدَمَا اسْتُفْحِلَتْ أَمْرَاضُ أُمَّتِنَــــا ــــ بين التَّقَاعُسِ وَالتَّرمِيلِ وَاليَتـــــَمِ


في ثلاثيته المتجذرة من ميميته الملحمية ,يعتذر شاعرنا لفلسطين الجريحة ,عثارة الزمن الموسد جرحه الراعف فيها ,وهواننا على إضاعة هاته الدرة الثمينة ,وقد عاث فيها سالبواالحقوق أرذل المخلوقات على وجه البسيطة ,وهو هنا يتعوذ من الظلم والظلام الأسود الرابض في عري الزمن,,ثم يجلي ناظرنا على أن العرب قد غيروا وجهتهم إلى المحيط كدلالة ترميزية ,على الإنبطاح والخذلان وتبعية الغالب..لأن المغلوب مولع بتقليد الغالب كما قال ابن خلدون..
ويجدد العهد ليذكرنا بأمراض نتجت عن هذا الولاء , من تقاعس وترميل _ جعل النساء أرامل بعد فقدهم أزواجهم_ واليتم هو فقد الأولاد آباءهم أو إحدى آبائهم..

أَشْكُوكِ قومِي وَقَد بَاعُوا قَضِيَّتهم ــــ وَجَردُونَا مِن الأَنْسَابَ والقِـــــــيمِ
مَنْكِ السَّلامُ وَمِنْكِ الحَربُ قَادِمَة ـــــ يَا قُدسُ يا حرمًا يَا ثَالِثَ الحَرَم


وماأرق شكواك ,ولو أن التشاكي مذلة ,ولكن هاهنا حضور إباء ,وحياءُ صنيع كان أجدر أن لايكون ,حيال هاته الأرض التي أغنتنا عن ذل السؤال في درر الإنتماء..لأن أبناء العمومة قد باعوا الأرض الغالية بعرض من الدنيا قليل ,سرعان مايزول ,وتتضح الرؤى على أن الحرب والسلام سيان بينهما لاشتان,حينما تثور العزائم ,وتتناطح غرابين الكفر بأجندة الخير ,وإذ ذاك لامناص من "الدخُول والحومل..".

فـــــــــاتحة:


سَخِيَّةٌ حَظِيَّ الفِرْدَوْس حَظْوَتهَاــــ فَهَاجَ من حولها رَهْطٌ من الغُشُمِ
لِيَرْكَبَ الغَلَتُ المغرور صَهْوَتَهُ ــــ على الغِطَمِّ وَأَسْدَاف منَ الغَسَمِ
فابتاعَ مُرجفنا أنفًا ومَكرَمَةً ـــــ وَغَاصَ عَاقلنا بحرًا من السَّــــــدَمِ


في هاته الثلاثية الغناء,المشبعة بلغة عبس وذبيان ,يحوط بنا شاعرنا المفلق؛ إلى حدود الرغبة في بناء الحكاية الجميلة ,التي تتربص بنا ,لنرحل إليها ,ولكننا حتما نتفاداها وهي قدسية الإنتماء لهاته العروبة المترامية الأطراف ,وفاتحته محاولة للتشبث بهاته النوازع القبلية ,ضير أن استعماله الرائع للمفردة الجميلة شكل فسيفساء راقية نحو(رهط/الغشم/الغلت/الغطم/أسداف/الغسم/السدم)؛والتي يبدو أن وقعها على أذن المتلقي الذي لايملك مخزونا لغويا بعيدة المنال ,وصعبة الفهم ,وإذا عدنا إلى تفكيك هاته المفردات نجد أن الرهط هومابين الثلاثة والتسعة ,ويقال في العدد عادة.والغشم من غشم وهو الظلم وبابه ضرب ,والغلت في الحساب والغلط في القول .,والغطم هو البحر الذي يركب هيجانه , والأسداف هي الظلمة الشديدة والغسم,أما السدم بفتحتين الندم والحزن وبابه طرب ورجل سادم نادم ,وسدمان ندمان ,وقيل هو اتباع ,,,أنظر "مختار الصحاح"..

للهِ أشكوكَ من قَوَّضْتَ غفوتناــــ ومن زرعت بذور الرِّيبِ كَالغِيَّمِ
تَدُولُ كَالأَرَمِ المغبر من زمنٍ ــــ إِنْ عاجلاً ، آجِلاً قُبِحْتَ من زَلَــمِ
ولا يزال لنا فيكم مقارعةٌ ــــ فاخرج كما جئت مدسوسا من العدم
هذا أَدِيمُ ، اِلَهُ العرشِ قَدَّسَهُ ــــ لمن يُقَدِسُهُ ، لا عَـــــابِدِ الصَّـــــــــنَمِ


في هاته الرباعية المتأنية ,يبحث شاعرنا بلغة المشتكي الذي عللته الأضرار السقيمة في دنيا الناس هاته ,جراء مايجري بأرض السلام ,بفلسطين الجريحة ,إنه يشكوا من قوض الغفوة العربية ,وأربك كياننا المتحامل على جسارتنا ,والشكوى لغير الله مذلة , ولكنه أحسن صنعا حين شكاهم للخالق الواحد,أولئك الذين زرعوا بذور الشقاق والنفاق ,والشكوك والضنون كما الدجنة المظلمة.وتبقى الدائرة سنين وسنين تدور على منابتنا ,وتحوطها مرابعنا التي شبهها الشاعر بالزلم ,والتي هي بفتحتين القدح أو الأقداح ,والأزلام هي السهام التي كان أهل الجاهلية يستقسمون بها. ولكنه يعيد التنبيه لهذا المارد المتعالي على إخوانه ,أنه لاتزال المقارعة تجترح مكره ,وتنتظر أوار المضاضة ,إنها حرب سجال إلى أن يحين النصر المؤزر,وإن الأديم قد قدسه المحمود بالنعم ,وينبئه بأنه لايقدسه واضع الصليب ,وعابد الشيطان ,وهي إشارة إلى المتأمركين ,والمتصهينين...

1

أَقُولُ والقَلبُ شَاخَ اليَومَ في الأَلَمِ ــــ سِتُونَ عَامًا وَلا شَيءٌ منَ النَّدَمِ
ستون ما عرفت أشعارنا وَهَجًاــــ وباتَ يسبحُ شعر اليوم في الأَلَمِ


ثم هو يثير مشاعرنا بالألم والوجيعة ,في زمن انقلبت فيه المواجع إلى ضحكات هستيرية على الذقون :

أسد علي وفي الحروب نعامة __ فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى __بل إن قلبك في جناحي طائر


ويثير المثالب التي أوغرت في القلب أضيضها ,وأنكأت في الجرح قضها وقضيضها ,فلم يعد للشعر تلك المهمة التي كان منوطا بها ,أو ذاك الصولجان الذي كان يتلبسه الشاعر ,فصار للشعر الألم الموجع ..

لا الشعرُ شعرٌ ولا الأفكارُ رَائِدَةٌ ـــــ والفنُ ضَاعَ معَ رَقصٍ بلا نَغَمِ

ولأنه لم تعد لنكهة الشعر مكانتها في دق طحون المضارب ,صار لهز البطون ,وتمايل الأرداف ,والمعازف والقينات ,أولئك الذين ضيعوا الفن ,فضاعوا ,وأفسدوا وأضاعوا..

وَلَوْ رَأَى المتنبي سُوءَ حالتنا ــــ لَجنَّ من حَزَنٍ أو مات من سَقَمِ
وبات يندب ما يجرى بقولته : ــــ ( وا حر قلباه ما في القلب شَبِمِ)
وقال يا قومُ لا أفق سيجمعنا ــــ (إذا استوت عندنا الأنوارُ بالظُّلَم)


وهو هنا يستشهد على الضعف الذي وصل إليه حالنا ,على أنه لو كان المتنبي بيننا ,لأصابه مس من الجنون حيال مايجري ,وقال إن القلب به برد كما الماء البارد المثلج ,كناية عن برودة دم العربي إزاء قضيته ,وهل تستوي الظلمة مع النور يختم شاعرنا بيته الرابع ,فشتان بينهما لاسيان..

فلا تزال على هجر قبائلنا __ لا البَيْنُ يجمعهَا لاَ صِلَةِ الرَّحِـــــــــــمِ
شاب الغراب وما شابت قبائلنا __ أحزانها مُزِجَتْ بالهَمِ والبَسَـــــمِ


يعود بنا الشاعر إلى واقع تعيس يحمل الكل وينوء بالثقل ,عالم من بشر ممزوج بين التزاحم على الحياة لأجل العيش البسيط ,وآخر لاهم له سوى الترنح والرغدة من المسايرة ,ولايبالي بما يدور حواليه _ أنا وبعدي الطوفان_ ,مجتمع انسل من جرح فأوغر في جراح ,لاينبت من صنيعه خلا الهجر,والتنابز والتناحر والتشتت والتشرذم ,فلم يعد لصلة الرحم ,ولا لروابط القرابة أي تواصل بهاته الحياة ,كل ديدنه نفسه ,لايقيم للتواصل إسره ,ولاللتلاحم عضده,جاست الفتن والبلايا والرزايا خلال الديار ,فأوغرت وأزورت,,

والغاصب اليوم يمشي بيننا وَلَهُ ___ من مثلنا قَزَمٌ ، والكلُ كالقَزَمِ
عُدْنَا إلى الجهلِ نَرْضَاهُ مَطِيَّتَنَا ___ ولا نبالي بِبَلْوَانَا منَ النِّقَـــــــمِ


حين يصبح اللص صاحب أمانة,ويصبح السفيه مشروع حكيم لعشيرته ,فحتما ستألو على نفسها الحياة وتضمحل في أعين الصادقين..

2


سِتُونَ عَامًا وفيروس يلازمنا ___ ستون عاما وشكل الحب كالألم
ستون عاما وأحلام تضاجعنا ___ ولم نزل نعرف الظلماءَ كالظُلَمِ


يقال أن" المصيبة إذا عمت خفت" ,,وهي قد عمت واستشرت وحلت وترنحت ,وبالتالي فقد أعمت وأغمت ,كفيروس يصيب مريضا فيلازمه ,ويصير لصيقا به أنى تعجل أو ترجل ,كذاك وصف شاعرنا حالة الملازمة اليهودية لإخواننا الفلسطينيين ,ولكنها ملازمة الظالم للمظلوم مذ ستين عاما...

تاهت بنا سفنُ الإبحار في لُجَجٍ ___ وَاختَارَ قَائِدُهَا ربًا من الصنمِ
هذي فلسطين لم يبقَ بِهَا قَدَمٌ ___ نمشي عليه ولا اسمٌ منَ القِدَمِ


وكيف لنا النجاة ,وقد ظلت العير سبيلها ولاحادي لها ,وعبد أهلونا الدينار والدولار والحريرالقطمير , وتركوا الأرض بكل أمتارها وأشبارها لرعاة الحمير..

ستون عاما وهذا الماء نحمله ___ كالعِيرِ في سَغَبٍ والمَاءُ في السَّـــــــنَمِ
حَلَّ الجَفَافُ وَمُزْنُ الغَيثِ وَدَّعَنَا ___ وَوُّحِدَ الملكُ في خَصمٍ وفي حَكَمِ
ستون عاما وأجـــيالٌ نُدَجِنُهَا ____ حتى غَدَتْ تَعْرِفُ اللَّذَاتِ في الأَلَمِ


وكيف سيكون مصير الأجيال اللاحقة,وهذا حال الجيل الحاضر,إن الراهن يستدعي التأمل ,والتبصر لعل القادم يكون مخرجا لجدلية التموقع في الحــــــــــاكم والمحكوم,ولن يسلم هذا من ذاك في وطننا العربي إلى يوم الدين ...

فَاخْتَارَ أغلبها بَحرًا لِيَأْكُلَهُ ____ فالبَحرُ أَفضَلُ من عَيشٍ عَلَى سَقَمِ
ستون عاما يهود الأَرْضِ نَصْحَبُهَا__ وَلاَ نُفَرِقُ بَينَ السُّمِ والدَّسِـــــمِ
حَتَى هُزِمْنَا وَلمَ تَبْقَ لنا ذِمَمٌ ___ وَشَاخَ منا سِنُونَ العُمْرِ والعَظَمِ


في البيت الأول يلمح شاعرنا إلى حالة التردي التي وصل إليها الشباب ,الذي سئم بطر الحكام ,ومل البطالة والتسيب ,وانبرى إلى عالم غير عالمه لعله يجد له مخرجا,فكان للهجرة السرية ,والتي صارت بطرق منظمة ,أو مااصطلح عليه ب"الحراقة",هروبا من جحيم الفقر واليأس ,ثم يعرج إلى ضفاف قصيده التي تستقي من جرح العرب نزيفها القاسي,وقد ذكر أنه لم تعد للعرب ذمة ,ولاعهد ولاإصر وإخوانهم معطبون بين أراضيهم..

3


ستون والأرضُ تَغْفُو في زلازلها___ستونَ والمُلْكُ للمعتُوهِ والهَــــرِمِ
ستون ننتظر الأمطار تغسلنا____ليغسلونا بماء الموتِ والحِمَـــــــمِ


إنهامدد من الذكريات الأليمة في عمر الحياة العربية,زلازل وأغراس في وطيء الأرض ,ونبت مبتور الرعاية,تتلاقفه سنون هرمة ,وكهولة مطردة في عثارة الوديعة,ستون دهرا وحمم الموت تعرينا كل ذي لحظة ,تتصيدنا كفرائس سهلة الرغيبة..

غسيلنا في بقاع الأرض مُنْتَشِرٌ___فيه الفضائحُ والإِسرَافُ في اللَّمَمِ

وحين يعيث فينا الفساد والقهر والظلم ,تتعرى الأفكار لتصل بقاع الأرض ,فيسمع عنها القاصي
والداني..

أرض تنام على البترول جائعة ___ والدين يقبر عندَ القَصْرِ والحَــرَمِ

وما أتعس الدول التي تمتلك هذا المعدن النفيس ,تترنح بالبطر ,وشعبها يعاني الجوع والفقر ,والدين عندها أوقات ومناسبات ,كالمواسم والأعياد...

والمذنبون بلا ذنب ومجرمةٍ ____ والغرب يحكمنا في الدين والشِّيَمِ

جاء في الحديث الشريف:"إذا وسد الأمر لغير أهله ,فانتظرو الساعة",لأن مآل الأمر صار لغير أهله ,وأضحى الغرب قبلتنا ومستقر شهقتنا ..

عُرْسٌ بـ(طنجة) والمقتول في( يَمَنٍ)_رقص بـ(لبنان) والمصلوب في (شَأَمِ)

طنجة مدينة بالمغرب الأقصى وعرسها كناية عن تهويل بمعترك الحياة في دول المغرب العربي ,فالرقص ,والقينات والمعازف مضيعة وقت في عمر سريع ,والمدنية تسابق الريح,ومقتول اليمن بالخليج ربما هي حرب تتراشق ,,أوارها يعلو العيون ,ورقص المشرق بلبنان,عري وهروب إلى الهاوية ,ومصلوب الشام رحلة إلى تقسيم الدين طوائف وملل ونحل ,ولله في أمره شؤون..

ستون عاما ولا عادت سفينتنا_ وضاع (طارق) بين الرِّقِ والعَجَـــــــــمِ
وَهُوِّدَ ( القدسُ) صمتا والهوان غدا__ شعارنا فاستبيحَ العُرْبُ كَالغَنـــَمِ
فمارسوا قتلنا جهــــــــــــرا بِـــثَالِثَةٍ __(بَغْدَادُ) فاغتيل فيها أَهْلُ مُعْتَـــصَمِ
ستون عاما وما زالت قضيتنا__في مجلسِ الغَمِ أو في مَجلِسِ العَـــــــدَم


ثم يعرج شاعرنا على موت التاريخ عند عتبة الباب ,فقد أرخ طارق لمدن الدنيا ,وتناسته الدنيا,والأقصى استبيح ,ككماشة تتفرس طيرا جريحا,وشبه هذا التهويد لعرب بغنم أجمعتها أيادي اليهود,ولكن مهما تثالبت الأمور وتوجعت الأحلام تبقى العروبة واقفة شامخة ,كنخلة عراقية ,أو كدوحة بتطوان ,أوكشهيد حي لايموت بالجزائر ,وكصلابة تعاقر أهرامات الجيزة,وفي كل شبر من نسمة العرب بصمة ووثبة..حتى وإن علت أيادي الجور بمجلس الغمم,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق